فلنترك الأرض وما عليها قليلاً ونتجه إلى أعماق البحار، حيث بديع صنع الخالق تراه في امتزاج لوني يعجز عن صنعه أعظم فناني الأرض، فهنا سرب من الأسماك الملونة وهناك شعاب مرجانية لم يفقدها التلوث بهاءها، وزرقة السماء تنعكس على المياه فتجعلها جنة كفيلة بمنحك سلامًا وهدوءًا قلما تجدهما في أي مكان.. يمكنك أن تستمتع بكل هذا بطرق مختلفة، فهناك القارب زجاجي القاع الذي تجلس فيه وتنظر تحت قدميك لتشاهد ما تحت الماء، وهناك الغواصات وبدل الغوص التي ترتديها وتحمل خزان الأكسجين على ظهرك وأنبوب التنفس في فمك وتحاول أن تتقمص دور السمكة وتنطلق بنفسك في المياه، وهناك سكوبا دوو.. دراجة الماء النارية!
اسمها Scuba هو اختصار لـ Self-Contained Underwater Breathing Apparatus، أي "جهاز التنفس الذاتي تحت الماء"، وهو اختراع جديد يفتح بُعدًا جديدًا للاكتشاف المائي، حيث يشبه دراجة تجلس عليها وتحيط برأسك وكتفيك قبة تنفس زجاجية، ما يعني أنه بإمكانك التنفس بشكل طبيعي ولا حاجة بك لوضع أنبوب تنفس داخل فمك، بل يشبه الأمر تلك الخوذة الزجاجية المحيطة برأس رائد الفضاء، أما خزان الأكسجين فلن تضطر لحمله بل له مكان مخصص في جسم سكوبا دوو..
لا تعتبر تلك هي الميزة الوحيدة لسكوبا دوو، بل إنها مناسبة لأولئك الذين لا يمكنهم السباحة، سواء لكونهم لم يتعلموها أو لإعاقة ما تمنعهم، كما يمكنك أن ترتدي نظاراتك أو عدساتك اللاصقة وأنت تستكشف ما تحت الماء، فقبة التنفس الزجاجية تتيح لك ذلك وكأن رأسك داخل غرفة عادية فوق الأرض..
تأتي الدراجة النارية المائية مزودة بمحرك لم تُعلَن مواصفاته بعد، لكن الأكيد أن بطاريتها تمنحها مدى يبلغ ساعة ونصف وأنها مصممة لتتمكن من الغوص في المياه الضحلة أو العميقة على حد سواء، ولديها ما يكفي من هواء في خزانها للتجول لمدة ساعة كاملة، وعلى حين لم تُحدَد تفاصيل سعرها فإنها ستكون متاحة للإيجار في أماكن الغوص بأستراليا، فقط إذا قررت السفر إلى هناك وتجربتها عليك أن تحذر إذا كان لديك خوف خاص من ملامسة الكائنات البحرية، فصحيح أن رأسك وكتفيك سيكونون محاطين بالقبة الزجاجية، لكن بقية جسمك سيكون مكشوفًا ومغمورًا بالماء.