لا تتوقف أحلام الإنسان عند حد ولا سقف يمكن أن يحد خياله، وما كان قديمًا نوعًا من الخيال أصبح الآن حقيقة واقعة ملموسة، فمن كان يتخيل مثلاً أن توجد في الحقيقة سيارات قادرة على قيادة نفسها؟ كان ذلك خيال علمي يُعرض على شاشات السينما أو يُقرأ في الروايات، لكنه بالنسبة لإنسان العصر الحديث مجرد خطوة في مسيرة التطور بلغها وعليه أن يتخطاها ليصل إلى غيرها، والآن يطرح المصمم الإيطالي بيربولو لازاريني صورة خيالية جديدة قد تصبح حقيقة يومًا ما، وهي الانتقال بطبق طائر! نعم، طبق يشبه ذلك الذي تفننت أفلام هوليوود في عرضها وهي تحمل مخلوقات فضائية تغزو الأرض، لكنه هنا سيحمل بشرًا عاديين في تنقلاتهم اليومية..
يتكون الطبق الطائر الذي يحمل اسم I.F.O من قمرة تشبه قبة زجاجية يبلغ قُطرها مترين وتتسع من الداخل لشخصين، ويحيط بها قرص من ألياف الكربون مزود بثماني فتحات دائرية، وللقمرة بابان ينفتحان إلى الأعلى ليسمحا بدخول الراكبين، وللصعود إلى حيث البابين يتم تثبيت وحدتين من السلالم قابلتين للإزالة كسلالم الطائرة، وتنفصلان تلقائيًا عند انطلاق الطبق الطائر، كما أن الجزء الذي يحمل المقعدين قابل للهبوط إلى أسفل جسم الطبق بتقنية تشبه تقنية المصاعد الكهربائية ليجلس الراكبان ثم يعاود الصعود لتنطلق المركبة ذاتية القيادة..
يستمد I.F.O قوته من ثمانية محركات كهربائية قادرة على دفعه بسرعة قصوى تقدر بنحو 195 كم/س، ويتم توفير الطاقة من بطاريات موجودة في القرص المصنوع من ألياف الكربون مع مجموعة بطاريات إضافية مثبتة في وسط جسم الكبسولة، وتمنحه تلك البطاريات مدى تحليق يتراوح بين 60 و70 دقيقة، ولهبوط سلس وانسيابي يملك الطبق الطائر ستة أرجل قابلة للفرد والطي تلقائيًاـ حيث يستقر عليها عند الهبوط وتُطوَى عند التحليق..
وإذا كنت عزيزي القارئ تتساءل عن الأماكن التي تصلح لانطلاق وهبوط I.F.O فالحقيقة أن أي مكان يصلح لذلك، بشرط أن يتسع له بالطبع، فهو مخصص لينطلق من على أي سطح ويهبط في الشارع دون مشاكل، أما نقطة الأمان عند التحليق فلم ينسها مصممه، ففي حالات الطوارئ الممثلة في تعطل أحد المحركات -أو حتى كلها- تنفصل تلقائيًا الكبسولة التي تحمل الراكبين عن جسم الطبق ويُفتح فوقها باراشوت يحملها ويهبط بسلام..
ما زال الطبق الطائر مجرد فكرة لم تتبنها جهة ما لتنتجها وتجعلها حقيقة واقعة، لكن أجمل الحقائق كان خيالاً سعى صاحبه ليحققه، وما نراه اليوم عسيرًا على التحقق قد يصبح غدًا أسهل مما نتصور.. ومن يدري؟ قد تصبح الانتقالات في المستقبل معتمدة على أطباق طائرة ذاتية القيادة، لتزدحم السماء وتخلو الأرض من بعض زحامها.