مُنذ أن كان في عُمر التاسعة اعتاد والده اصطحابه إلى سباقات رالي الفراعنة التي كان يخوضها في تسعينيات القرن الماضي، ولم يكن يمثل له سوى عالم خيالي يفوق استيعابه حينذاك.. مجرد سيارات فارهة 4x4 وأشخاص كثيرون يتبارون أمامه على الرمال الناعمة.. ولكن يبدو أن الرالي حُفر في ذاكرته الصغيرة وصار أمر احترافه يُداعبه حتى توفى فاعتزم أن يخطو على نهجه واشترك بمراكز تدريب متخصصة، ليصبح أصغر متسابق رالي مصري، فهو يبلغ من العُمر ثلاثين عامًا، ويخوض السباقات بأقدم سيارة رالي من موديل التسعينيات.
كريم الجلالي، مؤسس فريق "الجلالة راسينج"، يطمح أن يصل بسباقات الرالي المحلية إلى النطاق العالمي، بعد أن توقفت الفعاليات الكبرى التي كانت تُنظم في مصر عام 2015 تقريبًا؛ بسبب الظروف الأمنية التي كانت تمر بها البلاد، ولكن سعى ومن معه من الفرق التي تشاركه الاهتمام بتلك النوع من السباقات إلى تنظيم فعاليات محلية، ومنها رالي الجونة، وسهل حشيش وغيرهم؛ بهدف تأهيل متسابقي الرالي المحترفين إلى المنافسة العالمية حينما تسنح لهم الفرصة بالمشاركة في السباقات العالمية.
وعدد فرق الرالي في مصر حسبما ذكر الجلالي في حديثه لـ"عالم السيارات"، 25 فريق يتضمن نحو 5 آلاف عضو، بينهم 20 عضو مُحترف رالي، وربما يختلف مستواهم ولكن يتشابهون في أمرًا جوهريًا من وجهة نظره، وهو انعدام التمويل للسباقات التي يخوضونها، حيث ينصب اهتمام رجال الأعمال على تمويل لاعبي كرة القدم فحسب (على حد وصفه)، مشيرًا أن الفرق تتحمل العبء المادي لتدشين سباقات الرالي المحلية، حيث تصل قيمة الفعالية الواحدة إلى مبلغ يتراوح ما بين 75 ألف جنيه إلى 100 ألف جنيه.
وعن احتراف الرالي قال كريم إنه التحق بدورات تدريبية عام 2012 كي يتأهل لسباقات الرالي الكُبرى، وبالفعل احترفه عام 2014 وحينها حصل على رخصة نادي السيارات، التي تمنحه لقب متسابق رالي، وأشار أن سباقات الرالي تتطلب امتلاك سيارة دفع رباعي ولكن بتجهيزات خاصة عن نظيرتها العادية، حيث تخضع للفحص الفني، ووسائل الأمان، إضافة إلى بدل الوقاية التي يرتديها المتسابق، والتي تُمكنه من تحمل قطع مسافة تصل إلى 300 كيلو متر على مدار ثلاثة أيام للفاعلية الواحدة.
وتُوج أصغر متسابق رالي في مصر بعدة ألقاب، أبرزها لقب الثاني على الجمهورية في الفئة الخاصةعام 2015، والثالث عام 2016، كما عاود بالحصول على المركز الثاني عام 2017.
في فئة الـ7 مقاعد.. سيارات في المدى السعري لـ "إكسيد VX" بالسوق المصري
