بداية الرحلة
أُطلق عليها "السيارة السياحية مزدوجة الزجاج الأمامي Double Windshield Phaeton"، وهي سيارة رياضية بمفهوم ثلاثينيات القرن العشرين، وإحدى السيارات التي أُنتجت منها نسخ خاصة للوقوف على منصات معارض السيارات للترويج لسلسلة طرازات..
تنتمي إلى العلامة التجارية التي تعتبر درة طرازات الفخامة في إمبراطورية فورد، وقامت الشركة بتصنيعها تحت رعاية "أدسل Edsel" ابن هنري فورد شخصيًا، وهو شخص يتمتع بالذوق الرفيع والإحساس الرائع.. كان هدف أدسل هو الانتقال من أنماط تصميمات لينكولن التي وضعها هنري ليلاند مؤسس الشركة، والتي كانت تعتمد على الخطوط العمودية في التصميم، إلى نوع آخر من أنماط التصميمات تكون أكثر حدائة، ووجد ضالته في المصمم الشهير "هيرمان أيه برون Hermann A. Brunn" في بافالو، نيويورك، الذي قام بتصميم مبتكر جدًا بمقاييس تلك الأيام، وجذاب جدًا بمقاييس كل العصور.
تصميم استثنائي
من أهم ما ميز هذا التصميم هو الزجاج الأمامي؛ حيث قدمت الشركة لأول مرة نوعية الزجاج المزدوج المائل، الذي يتمتع بقوة أكبر ويمنح بزاوية ميله الحادة السيارة فرصة مواجهة الهواء بشكل أفضل بكثير مما كان شائعًا في السيارات الأخرى.. لكن الزجاج الأمامي لم يكن هو كل ما تحمله السيارة من مميزات، فالمواد المستخدمة كانت تمثل أعلى مستويات الجودة في كل شيء، وهو ما حقق لها تفوقًا كبيرًا، وقد تميزت من الخارج بطلاء من اللون البني المائل للأحمر مع سقف من اللون البيج، وعجلات ذات جوانب بيضاء، أما المصابيح الأمامية المستديرة وحواف الواجهة والمصد الأمامي والخلفي فلقد صُنعت كلها من المعدن ذي اللون الفضي اللامع، هذا بالإضافة إلى أقواس كبيرة حول العجلات متصلة بعتبات الأبواب البارزة ذات اللون الأسود..
أما داخل المقصورة فعجلة القيادة دائرية كبيرة، خلفها مباشرةً عدادات مستديرة محاطة بخلفية برونزية اللون، والمقاعد عبارة عن أريكتين أمامية وخلفية مكسوتين بالجلد البني المحاك بخيوط مزدوجة بارزة من نفس اللون..
وقد تزودت السيارة بمحرك ينتج قوة قدرها 150 حصانًا، ويعمل مع ناقل حركة يدوي ذي ثلاث سرعات.
المالكون
مؤرخ السيارات "ريتشارد تاورز Richard Towers"، والذي بحث في الوثائق الخاصة بشركة لينكولن التي تغطي الفترة من 1931 إلى 1939، يؤكد أن أول عملية بيع لهذه النسخة كانت في يوم السابع من يونيو عام 1932، وتم تسليمها إلى مشترٍ في مدينة "لونج بيتش Long Beach" بولاية كاليفورنيا، غير إن عملية انتقال ملكيتها بعد ذلك ظلت غير واضحة، حتى ظهرت النسخة من جديد ضمن مجموعة جامع السيارات "هاري أندروز Harry Andrews"، حين قرر بيع مجموعة كبيرة من مقتنياته إلى "ويليام روجر جونيور William Ruger, Jr" الذي كان يدير شركة "ستورم روجر وشركاه Sturm, Ruger & Co"، والتي استعانت بابن المصمم الأصلي لهذه النسخة "هيرمان سي برون Hermann C. Brunn"، ليزودها بالرسومات الأصلية للتصميم لإعادة ترميمها؛ حيث إنها كانت قد فقدت بعضًا من أجزائها، وتمت عملية الترميم بمقاييس قاسية جدًا لتعود النسخة تمامًا كما كانت عليه عند إنتاجها أول مرة.
---------
كان من الطبيعي بعد كل مجهودات الترميم أن تفوز تلك النسخة عام 2003 بجائزة التكريم في احتفال شركة فورد بعيدها المئوي، كما إنه لم يكن مستغربًا أن يصل سعرها عندما بيعت عام 2012 إلى مالكها الجديد إلى ما يزيد قليلاً عن 250 ألف دولار.