إن كنا نقف في المستوى الجيد، فما العائق الذي يقف بيننا وبين المستوى الأفضل؟ هذا هو النهج الذي تتبعه بورشه الألمانية باستمرار مع سياراتها، فرغم نجاح أيقونتها 911 على امتداد عقود ماضية، فإن هذا لم يوقفها عن إطلاق إصدارات مختلفة منها تتمتع بمواصفات وأداء أفضل، ومنذ عدة سنوات كانت قد كشفت عن النسخة GT3 RS التي تتمتع بوزن أخف وأداء أفضل يؤهلها للوقوف بثقة على حلبات السباق، ومنذ بضعة أسابيع كان الكشف عن النسخة الأحدث منها كتأكيد على مسيرة لن تتوقف.
للوهلة الأولى تبدو السيارة كما هي بدون تغيير، لكن بقليل من التدقيق يمكن ملاحظة بعض التغييرات خصوصًا في النصف السفلي من الواجهة، حيث حصلت على شبكة سفلية وفتحات تهوية أكثر اتساعًا مقارنةً بالسابق، كما تم تعديل السبليتر الأمامي ليؤدي دوره بشكل أكثر كفاءة في الديناميكا الهوائية للسيارة، وظهرت فتحات عند غطاء المحرك للتنفيس عن حرارة القلب الثائر أسفله، ومن الجانبين لم تتغير الملامح كثيرًا ولكن في الخلف تظهر بعض التعديلات مثل استخدام دفيوزر جديد بخطوط أكثر حدة وبروزًا عما سبق، وعلى جانبي فتحات العادم امتدت شبكتا تهوية، فيما جاءت فتحات التهوية الجانبية في تصميمها الرأسي أكبر حجمًا بعض الشيء مقارنةً بالسابق..
والحقيقة أن أكثر ما يميز هذا الإصدار هو خفة وزنه مقارنةً بإصدارات أخرى، والفضل في ذلك يرجع إلى استخدام ألياف الكربون على نطاق واسع في المصدين الأمامي والخلفي والرفارف الجانبية، أما السقف فجاء مصنوعًا من الماغنيسيوم، كما تم الاعتماد على زجاج خفيف الوزن للنوافذ الجانبية والزجاج الخلفي، وكذلك تم تخفيف وزن ألواح الأبواب.. وتقف السيارة على عجلات أمامية مقاس 20 بوصة بينما الخلفية مقاس 21 بوصة.
داخل المقصورة تفوح رائحة السباقات بشكل واضح، خصوصًا في المقاعد المصنوعة من ألياف الكربون كتلك المستخدمة في حلبات السباق، وامتدت لمسات ألياف الكربون في عدة أنحاء أخرى لتعزز من ذلك الانطباع، أما لوحة القيادة نفسها فقد جاءت تحتوي على شاشة لمس كبيرة في قلبها، بينما اصطفت غالبية الأزرار على الكونسول الوسطي في الحاجز الفاصل بين السائق والجالس بجواره، وبعيدًا عن كل ذلك تطفو على قمة لوحة القيادة ساعة كلاسيكية صغيرة بدت وكأنها تطل من مكمنها لتستطلع الأجواء من حولها، وبالنسبة إلى عجلة القيادة فقد جاءت يكسوها جلد ألكانترا الفاخر تتخلله حياكة من نفس لون بدن السيارة الخارجي.
أسفل الغطاء استقر محرك سعة أربعة لترات قادر على إطلاق قدرة حصانية تصل إلى 520 حصانًا، وتنتقل قوة المحرك إلى العجلات عبر ناقل حركة أوتوماتيكي ذي سبع سرعات، بحيث تقفز السيارة من سكونها إلى سرعة 100 كم/ س خلال ثلاث ثوانٍ، بينما تتجاوز سرعتها القصوى 310 كم/ س.