علمنا التاريخ أن التحف النادرة لا تتكرر كثيرًا، فكثير من الملوك قد طلبوا الخلود بتحف فنية تُبقي ذكراهم حتى بعد رحيلهم، وقليل منهم من نجح في ذلك مثل الملك النعمان الذي طلب من مهندس معماري يُدعى سنمار أن يشيد له قصرًا لم يسبق له مثيل، فبنى قصر الخورنق الذي استغرق بناؤه 60 عامًا فكان تحفة زمانه، فماذا عن تحفة هذا الزمان؟ رولز رويس ترغب في الحصول على اللقب بسيارتها الجديدة Sweptail التي صنعتها بناءً على طلب أحد عملائها المميزين، الذي أراد أن تكون لديه سيارة لم يسبق لها مثيل..
البداية
اختفت هوية الملك النعمان لهذا الزمان تحت ستار من الغموض، وما نعرفه عنه هو أنه من أهم عملاء رولز رويس غير التقليديين، ولم ترضه أي من الطرازات الموجودة فطلب من الشركة في عام 2013 أن تبني له سيارة ليست كأي سيارة أخرى، وقد بدأت على الفور واستغرق بناؤها أربع سنوات كاملة حتى كانت إزاحة الستار عنها مؤخرًا في إيطاليا خلال فعاليات حدث Concorso d'Eleganza Villa d'Este الذي تجتمع فيه أفخم السيارات وأعرقها، أما بالنسبة لاسمها Sweptail فهو كلمتَي Swept Tail بعد دمجهما، للإشارة إلى مؤخرة السيارة المسحوبة إلى الوراء على غرار طرازات رولز رويس في فترة العشرينيات والثلاثينيات، والتي سحرت المالك الغامض فأراد سيارته مستوحاة منها، وفي السطور التالية المزيد عن تفاصيلها.
سيارة أم يخت!
استحقت السيارة كل ذلك الوقت الذي استغرقه بناؤها، فكل جزء منها تحفة في حد ذاته، فمثلاً شبكتها الأمامية -التي تعتبر الأكبر بين كل طرازات الشركة- مصنوعة بالكامل من الألومنيوم وقد تم صقلها لتصبح ذات سطح عاكس كالمرآة، واستقر في الجزء السفلي منها رقم لوحة السيارة 08 المصنوع من الألومنيوم أيضًا ولكنه أسود اللون، وعلى الجانبين جاءت العينان مستديرتان وفوقهما خط من المصابيح كحواجب دقيقة لها -لتشبه مصابيح الطراز فانتوم- وقد أضافت الشركة إطارًا فضيًا أحاط بوجه سويبتيل بأكمله..
عند تأمل تصميم السقف حتى المؤخرة قد تشعر أنك أمام يخت فاخر يطفو على سطح الأسفلت، فهو عبارة عن نافذة عملاقة تبدو وكأنها تمنح مَن بداخل السيارة سماءً ممتدة بلا نهاية، إلا أنها تنتهي فعليًا عند المؤخرة التي تعتبر وحدها قطعة فريدة، حيث انساب السقف في خط مائل امتد حتى الوصول إلى حوافها، فبدت وكأنها حصلت على نهاية مدببة، وقد جاء المصد الخلفي على شكل حرف C مصقول بسطح عاكس يتخذ وضعًا مقلوبًا بحيث يكون اتجاه أطرافه لأعلى لتحمل المصابيح الخلفية داخلها.
تحت الستار
لم يتم الكشف عن مقصورة هذه التحفة الثمينة بعد، وإن كنا على يقين من أن الصانعة الإنجليزية لم تدخر جهدًا أو مالاً أو حتى أغراضًا ثمينة من أجل تجهيزها، لذلك نتوقع الكثير من المساحات الخشبية، الجلد الفاخر، لمسات معدنية أنيقة، ولا مانع من وجود ساعة كلاسيكية فاخرة -كما في بعض الطرازات- فضلاً عن تجهيز المقصورة نفسها لتوفير أقصى سبل الراحة والرفاهية لمالكها.
ويأتي المحرك هو الآخر مغلفًا بالغموض، وإن كانت بعض التوقعات قد ذهبت إلى اعتماد رويس على محرك فانتوم V12 سعة 6.8 لتر وقدرته الحصانية التي تصل إلى 453 حصانًا، والذي يتصل بناقل حركة أوتوماتيكي ذي ثماني سرعات..
وأخيرًا وليس آخرًا لم تعلن الشركة عن رقم محدد لسعر سويبتيل، لكنها اكتفت بالتلميح إلى أنها أغلى سيارة في هذا العصر، وهذا لم يروِ فضول عشاق الصانعة الإنجليزية كما نرى.