حجم الخط:
ع
ع
ع
رحل عن عالمنا عصر اليوم رجل الأعمال المصري البارز "رؤوف غبور" رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات "جي بي أوتو" المالكة لعدد من المشروعات التجارية والصناعية، والوكيل المحلي لعدد من العلامات التجارية العالمية.
اضافة اعلان
وكانت الدار المصرية اللبنانية قد كشفت منذ فترة عن كتاب يحمل عنان "مذكرات رؤوف غبور - خبرات ووصايا" والذي يكشف فيه "غبور" عن كواليس عالم التجارة والسياسة.
اضافة اعلان
العائلة:
اضافة اعلان
وتعتبر عائلة "غبور" من أعرق عائلات "البيزنس" في مصر والوطن العربي، ومن مواقفها ذات السمعة الطيبة مساعدتها الحكومة المصرية في تدبير العملة الصعبة خلال فترة الاستعداد لحرب أكتوبر 1973.. وتسرد المذكرات كيفية ارتباط ونمو العائلة في فترة "تمصير" الشركات عقب خروج شركات الأجانب من مصر في أعقاب حرب العدوان الثلاثي عام 1956.
اضافة اعلان
وتقدم المذكرات خلاصة لمسيرة كبيرة حافلة بالخبرات والدروس، وتبرز الروابط التي تجمع بين رجال السياسة ورجال المال، للدرجة التي قادت صاحبها إلى السجن ومن قبله أحد كبار أفراد عائلته.
اضافة اعلان
ورأس "رؤوف غبور" مجموعة شركات غبور لعدة سنوات، وكان العضو المنتدب ورئيس مجلس إدارة شركة "جي بي غبور أوتو" التي تأسست عام 1985.
البدايات:
بدأ غبور مشواره المهني بعد دراسة الطب بالعمل في شركة العائلة ذات الصيت الواسع في تجارة قطع غيار السيارات، واحتل مكانة مرموقة بقطاع الإطارات داخل الشركة، ثم حصل على عقود توزيع حصرية لعلامات تجارية عالمية، ثم استقل وأسس شركاته الخاصة به، وقد نجح على مدار السنوات الماضية في تطوير وتنمية أعمال شركاته حتى أصبحت من بين أبرز الشركات الرائدة في مجال تجميع وتوزيع السيارات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتحفل المذكرات بالعديد من الصور الإنسانية التي تكشف بساطة الحياة التي عاشها رؤوف غبور منذ نشأته في حي منشية البكري، مرورًا بظروف تعليمه في مدارس "الجزويت" التي يعتز بالانتماء لتقاليدها العريقة، ويشير كذلك دراسته للطب والملابسات التي أدت لتفرغه للتجارة والبيزنس.
ويمكن للقارئ عبر المذكرات التعرف على أول صفقة عقدها رؤوف غبور وهو طفل مع "الشغالة" التي كانت تعمل في بيت العائلة، وكيف قفزت ثروته بفضل "صينية بسبوسة" من 15 قرشًا في الستينيات لتبلغ 32 مليار جنيه هي حجم أعمال الشركات عام 2021، حيث أصبحت تعمل في 30 نشاطًا اقتصاديًّا.
أسرار ونصائح:
ويسلط غبور الضوء في مذكراته على الجوانب الخفية في بيزنس صناعة السيارات عربيًّا وعالميًّا، ويكشف خفايا صفقات السنوات الأخيرة من حكم الرئيس العراقي "صدام حسين" وما عرف بعدها بصفقات "النفط مقابل الغذاء".
وينصح صاحب المذكرات رجال الأعمال الشباب بعدم الانخراط في العمل السياسي، قائلًا: "أدليت بدلوي في السياسة، وقد خرجت منها سريعًا، وبلا رجعة، لم أندم على التجربة، لكني لا أنصح رجل أعمال ناجحًا بأن يشتغل بالسياسة.. لأنني لم أربح من ورائها أي شيء".
كتب غبور مذكراته تحت إلحاح الأصدقاء، وحسمت تداعيات المرض تردده، ويتوقف في المقدمة أمام نصيحة تلقاها من مديري أحد البنوك كانت دافعًا لكتابة مذكراته إذ قال له: "اكتبها .. ليس فقط من أجلك أنت أو من أجل عائلتك. ولكن من أجل الشباب المصري، فهم يحتاجون إلى أن يقرأوا بالتفصيل قصص شخصيات ناجحة، وحكايات من شخص قد يكون مثلهم، بدأ بداية بسيطة، حيث لم تكن ظروفه مثالية، وتعرض لمشاكل كثيرة، لكنه استطاع النجاح ثم التألق، بالعمل الشاق والمثابرة".
كما يقدم غبور في المذكرات خبرات حول كيفية تخطيه الأزمات الكارثية التي هددت شركاته قبل أن ينتقل بها من الآفاق المحلية الى الأسواق الدولية.
ويزيح الستار لأول مرة عن وقائع دخوله للسجن إذ يذكر غبور العديد من الوقائع التي تكشف بعض الكواليس الصادمة عن الاقتصاد والحكم والسجون فترة سجنه.
ويروي الكثير من الحكايات حول العلاقات والروابط الإنسانية التي كونها مع قيادات جماعة التكفير والهجرة طوال فترة وجوده بالسجن حين قدم بالاتفاق معهم محاضرات حول تصوراته عن الاقتصاد الإسلامي ومدى ملاءمته لحل مشكلات الاقتصاد المصري، فضلًا عما يكشفه بشأن إجراءات تيسير الحياة داخل الزنازين وسبل التعاون مع إدارة السجن، ويروى كذلك طرفة عن خروجه من السجن بعد أن رأى في منامه حلمًا قام أحد شيوخ الجماعة بتفسيره.
ويذكر غبور رفضه لنصيحة تلقاها من صديق أمريكي قريب من الدوائر السياسية والاستخباراتية في واشنطن، دعاه لبيع شركاته ومغادرة مصر خلال فترة حكم الإخوان المسلمين لكنه فضل البقاء في مصر ومواصلة العمل فيها رغم الصعاب مراهنًا على وعي الشعب المصري وقدرة مؤسساته على حماية البلاد.
يقدم غبور الكثير من النصائح لمن يعملون في المجال العام مؤكدًا أن التسامح هو الذي أوصل أفراد عائلته للنجاح، وصاروا قدوة إلى الأبد، فالقوة ليست في الفتونة والبلطجة وامتلاك السلطة والأموال، ويقول إن السمعة النزيهة تفتح أبواب العمل.
وتفسح المذكرات المجال أمام غبور لسرد تجارب حياته المختلفة وأولها تجربة زواجه وعلاقاته الأسرية فضلًا عن تناول الخبرات الروحية التي عاشها بعد تجربتي السجن والمرض، فقد أعاد ترتيب أولوياته وبات أكثر قدرة على تفهم الإنجيل والتعمق في معانيه والتفرغ أكثر للعائلة، إلى جانب توجيه الدعم لكثير من المشروعات متناهية الصغر ومختلف وجوه العمل التنموي والخيري، حيث لعبت زوجته الراحلة دورًا مهمًّا في إطلاق مستشفى 5757 لرعاية مرضى السرطان، وقد كانت من بين السيدات التي تلقت تكريمها من السيدة انتصار السيسي حرم رئيس الجمهورية لدورها في التنمية.
ختامًا، لا يسعنا في "عالم السيارات" إلا أن ننعي ببالغ الحزن والأسى الدكتور "رؤوف غبور".. وأن نتقدم بخالص التعازي لأهله وأحبائه، ونسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان.
وكانت الدار المصرية اللبنانية قد كشفت منذ فترة عن كتاب يحمل عنان "مذكرات رؤوف غبور - خبرات ووصايا" والذي يكشف فيه "غبور" عن كواليس عالم التجارة والسياسة.
العائلة:
وتعتبر عائلة "غبور" من أعرق عائلات "البيزنس" في مصر والوطن العربي، ومن مواقفها ذات السمعة الطيبة مساعدتها الحكومة المصرية في تدبير العملة الصعبة خلال فترة الاستعداد لحرب أكتوبر 1973.. وتسرد المذكرات كيفية ارتباط ونمو العائلة في فترة "تمصير" الشركات عقب خروج شركات الأجانب من مصر في أعقاب حرب العدوان الثلاثي عام 1956.
وتقدم المذكرات خلاصة لمسيرة كبيرة حافلة بالخبرات والدروس، وتبرز الروابط التي تجمع بين رجال السياسة ورجال المال، للدرجة التي قادت صاحبها إلى السجن ومن قبله أحد كبار أفراد عائلته.
ورأس "رؤوف غبور" مجموعة شركات غبور لعدة سنوات، وكان العضو المنتدب ورئيس مجلس إدارة شركة "جي بي غبور أوتو" التي تأسست عام 1985.
البدايات:
بدأ غبور مشواره المهني بعد دراسة الطب بالعمل في شركة العائلة ذات الصيت الواسع في تجارة قطع غيار السيارات، واحتل مكانة مرموقة بقطاع الإطارات داخل الشركة، ثم حصل على عقود توزيع حصرية لعلامات تجارية عالمية، ثم استقل وأسس شركاته الخاصة به، وقد نجح على مدار السنوات الماضية في تطوير وتنمية أعمال شركاته حتى أصبحت من بين أبرز الشركات الرائدة في مجال تجميع وتوزيع السيارات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتحفل المذكرات بالعديد من الصور الإنسانية التي تكشف بساطة الحياة التي عاشها رؤوف غبور منذ نشأته في حي منشية البكري، مرورًا بظروف تعليمه في مدارس "الجزويت" التي يعتز بالانتماء لتقاليدها العريقة، ويشير كذلك دراسته للطب والملابسات التي أدت لتفرغه للتجارة والبيزنس.
ويمكن للقارئ عبر المذكرات التعرف على أول صفقة عقدها رؤوف غبور وهو طفل مع "الشغالة" التي كانت تعمل في بيت العائلة، وكيف قفزت ثروته بفضل "صينية بسبوسة" من 15 قرشًا في الستينيات لتبلغ 32 مليار جنيه هي حجم أعمال الشركات عام 2021، حيث أصبحت تعمل في 30 نشاطًا اقتصاديًّا.
أسرار ونصائح:
ويسلط غبور الضوء في مذكراته على الجوانب الخفية في بيزنس صناعة السيارات عربيًّا وعالميًّا، ويكشف خفايا صفقات السنوات الأخيرة من حكم الرئيس العراقي "صدام حسين" وما عرف بعدها بصفقات "النفط مقابل الغذاء".
وينصح صاحب المذكرات رجال الأعمال الشباب بعدم الانخراط في العمل السياسي، قائلًا: "أدليت بدلوي في السياسة، وقد خرجت منها سريعًا، وبلا رجعة، لم أندم على التجربة، لكني لا أنصح رجل أعمال ناجحًا بأن يشتغل بالسياسة.. لأنني لم أربح من ورائها أي شيء".
كتب غبور مذكراته تحت إلحاح الأصدقاء، وحسمت تداعيات المرض تردده، ويتوقف في المقدمة أمام نصيحة تلقاها من مديري أحد البنوك كانت دافعًا لكتابة مذكراته إذ قال له: "اكتبها .. ليس فقط من أجلك أنت أو من أجل عائلتك. ولكن من أجل الشباب المصري، فهم يحتاجون إلى أن يقرأوا بالتفصيل قصص شخصيات ناجحة، وحكايات من شخص قد يكون مثلهم، بدأ بداية بسيطة، حيث لم تكن ظروفه مثالية، وتعرض لمشاكل كثيرة، لكنه استطاع النجاح ثم التألق، بالعمل الشاق والمثابرة".
كما يقدم غبور في المذكرات خبرات حول كيفية تخطيه الأزمات الكارثية التي هددت شركاته قبل أن ينتقل بها من الآفاق المحلية الى الأسواق الدولية.
ويزيح الستار لأول مرة عن وقائع دخوله للسجن إذ يذكر غبور العديد من الوقائع التي تكشف بعض الكواليس الصادمة عن الاقتصاد والحكم والسجون فترة سجنه.
ويروي الكثير من الحكايات حول العلاقات والروابط الإنسانية التي كونها مع قيادات جماعة التكفير والهجرة طوال فترة وجوده بالسجن حين قدم بالاتفاق معهم محاضرات حول تصوراته عن الاقتصاد الإسلامي ومدى ملاءمته لحل مشكلات الاقتصاد المصري، فضلًا عما يكشفه بشأن إجراءات تيسير الحياة داخل الزنازين وسبل التعاون مع إدارة السجن، ويروى كذلك طرفة عن خروجه من السجن بعد أن رأى في منامه حلمًا قام أحد شيوخ الجماعة بتفسيره.
ويذكر غبور رفضه لنصيحة تلقاها من صديق أمريكي قريب من الدوائر السياسية والاستخباراتية في واشنطن، دعاه لبيع شركاته ومغادرة مصر خلال فترة حكم الإخوان المسلمين لكنه فضل البقاء في مصر ومواصلة العمل فيها رغم الصعاب مراهنًا على وعي الشعب المصري وقدرة مؤسساته على حماية البلاد.
يقدم غبور الكثير من النصائح لمن يعملون في المجال العام مؤكدًا أن التسامح هو الذي أوصل أفراد عائلته للنجاح، وصاروا قدوة إلى الأبد، فالقوة ليست في الفتونة والبلطجة وامتلاك السلطة والأموال، ويقول إن السمعة النزيهة تفتح أبواب العمل.
وتفسح المذكرات المجال أمام غبور لسرد تجارب حياته المختلفة وأولها تجربة زواجه وعلاقاته الأسرية فضلًا عن تناول الخبرات الروحية التي عاشها بعد تجربتي السجن والمرض، فقد أعاد ترتيب أولوياته وبات أكثر قدرة على تفهم الإنجيل والتعمق في معانيه والتفرغ أكثر للعائلة، إلى جانب توجيه الدعم لكثير من المشروعات متناهية الصغر ومختلف وجوه العمل التنموي والخيري، حيث لعبت زوجته الراحلة دورًا مهمًّا في إطلاق مستشفى 5757 لرعاية مرضى السرطان، وقد كانت من بين السيدات التي تلقت تكريمها من السيدة انتصار السيسي حرم رئيس الجمهورية لدورها في التنمية.
ختامًا، لا يسعنا في "عالم السيارات" إلا أن ننعي ببالغ الحزن والأسى الدكتور "رؤوف غبور".. وأن نتقدم بخالص التعازي لأهله وأحبائه، ونسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان.