توطين صناعة السيارات هدف يسعى إليه الحكومة خلال السنوات القليلة الماضية، حيث أطلقت مبادرة إحلال وتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي، لتعزيز صناعة السيارات المجمعة محليًا في مصر، وتطوير قطاع الصناعات المغذية للسيارات والتي لا زالت تقتصر على تغطية السوق المحلي فحسب، فما مستقبل صناعة الأجزاء المغذية للسيارات في مصر، وكيف يمكن النهوض به؟
من جهته قال حسين مصطفى، خبير السيارات، ورئيس رابطة تجار السيارات سابقًا، إن الصناعات المغذية للسيارات في مصر تعمل بوتيرة جيدة لتلبية احتياجات مصانع السوق المحلي.
كما أوضح مصطفى خلال تصريحات خاصة لـ "عالم السيارات"، أن مصانع القطع المغذية للسيارات يقتصر إنتاجها على بعض المكونات التي تخدم السوق المحلي فحسب، حيث تقوم بتنصيع الضفائر الإلكترونية، والزجاج الخارجي للسيارة، علاوة على مجموعة التبريد، والبطاريات، بالإضافة إلى المقاعد وإطارات المركبات التجارية.
فيما أشار خبير السيارات، ورئيس رابطة تجار السيارات سابقًا، إلى أن الصناعات المغذية في مصر بحاجة إلى التوسعة لتتخطى حدود تلبية احتياجات مصانع التجميع المحلي فحسب، مشيرًا إلى ضرورة فتح أسواق جديدة في الخارج للتصدير.
حيث أوضح أن الصناعات المغذية حتى الآن تعمل بشكل جيد على مستوى احتياجات السوق المحلي، موضحًا أنها حاجة إلى التطوير لتتجه نحو الإنتاج الكمي ومن ثمّ التصدير إلى الخارج، وفتح أسواق للعمل.
بينما نوه إلى أن توسعة حجم إنتاج الصناعات المغذية في مصر يعتبر دون جدوى اقتصادية في حال لم يبفتح باب التصدير إلى الخارج، مشيرًا أنه لابد أن يكون التصنيع بكميات كبيرة لكي تنخفض تكلفة الانتاج وبالتالي ينخفض السعر عالميًا عند التصدير، ما يفتح المجال أمام المنافسة، قائلًا أن اقتصار إنتاج الأعداد المطلوبة على التصنيع المحلي فقط تجعل تكلفة إنتاج الصناعات المغذية مرتفعة للغاية.
فيما أكد أن قطاع الصناعات المغذي قادر على استيعاب أجزاء أخرى بخلاف القطع التي تنتج في الوقت الحالي، آملًا أن يتم صناعة جسم السيارات الخارجي، من الرفارف والأبواب، وغيرهما، مشيرًا إلى ضرورة تطوير صناعة الإطارات لتشمل الملاكي أيضًا بدلًا من اقتصارها على فئة التجاري.
كما أشار إلى أنه من المفترض الاستثمار في مجال الصناعات الإلكترونية لتعزيز مستقبل الصناعات المغذية للسيارات في مصر، والتي تخدم قطاع التجميع المحلي.
خالد سعد: المستقبل يتجه نحو تعزيز التجميع المحلي للسيارات
وفي سياق متصل قال خالد سعد، الأمين العام لرابطة مصنعي السيارات في مصر، ومدير عام شركة بريليانس البافارية، وكيل العلامتين بريليانس وجنبي، إن هناك تطور هائل في قطاع الصناعات المغذية في السوق المصري خلال السنوات القليلة الماضية، مشيرًا أن هناك مصانع جديدة بدأت في الاستثمار بمجال الصناعات المغذية للسيارات.
كما أشار خلال تصريحات خاصة لـ "عالم السيارات"، أن السبب وراء ذلك يرجع إلى اهتمام الحكومة بالتجميع المحلي، وإطلاق مبادرة إحلال السيارات المتقادمة للعمل بالغاز الطبيعي، الأمر الذي ساهم في انتعاش مصانع الصناعات المغذية في مصر، مشيرًا أن ارتفاع مصاريف الشحن للسيارات المستوردة ستدفع المستثمرين إلى الاتجاه نحو التجميع المحلي ومن ثمّ تطوير قطاع الصناعات المغذية للسيارات.
فيما أوضح أن الخطوة القادمة تستوجب الاهتمام بتوسعة حجم الصناعات المغذية، وإدخال مكونات جديدة مثل إنتاج الكشافات، وإطارات المركبات الملاكي، علاوة على ضرورة الاهتمام بالصناعات الإلكترونية التي تخدم صناعة السيارات المجمعة محليًا.