تولي الحكومة اهتمامًا ملحوظًا نحو تعزيز مستقبل التجميع المحلي في مصر، ولم الأمر على تنمية قطاع السيارات التي تعمل بالوقود التقليدي فحسب، بل اتجهت نحو تنمية صناعة السيارات المُجمعة محليًا التي تعمل بالطاقة النظيفة.
حيث أعلنت الحكومة في يناير الماضي عن تدشين مبادرة إحلال السيارات المتقادمة للعمل بالغاز الطبيعي، والتي تستهدف تخريد السيارات التي مرّ على سنة إنتاجها عشرون عامًا فأكثر بأخرى جديدة تعمل بالغاز الطبيعي.
وعلى صعيد آخر اتجهت نحو صناعة السيارات الكهربائية، ومن هنا تم إحياء شركة النصر للسيارات، والإعلان عن تجميع أول سيارة كهربائية في مصر بالتعاون مع إحدى الشركات الصينية، ومن المفترض بدء إنتاج تلك السيارة الكهربائية المعروفة باسم E70 في منتصف العام المقبل 2022، وفي وسط تلك النمو الذي يشهده قطاع التجميع المحلي للسيارات في مصر، ما أهمية تعزيز تلك الصناعة، وما أهم المعوقات التي تواجهها؛ وكيف يمكن تذليل تلك العقبات؟
من جهته قال حسين مصطفى، خبير صناعة السيارات، ورئيس رابطة مصنعي السيارات سابقًا، إن الحكومة تدعم بشكل واضح صناعة السيارات المجمعة محليًا خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك عن طريق إعطاء التسهيلات لتصنيع السيارات بكافة أنواعها وبالأخص السيارات التي تعمل بالطاقة النظيفة.
كما أضاف مصطفى لـ "عالم السيارات"، أن تدشين مبادرة إحلال السيارات المتقادمة للعمل بالغاز الطبيعي ساهم في تنشيط حركة البيع والشراء في السوق، لافتًا أن ذلك هو الهدف المراد تحقيق من وراء تلك المبادرات.
وأوضح، أن الحكومة ساهمت في إحياء شركة النصر للسيارات عن طريق صناعة أول سيارة كهربائية مجمعة محليًا، الأمر الذي يسهم في تشجيع المستهلك على شراء تلك الفئة من السيارات.
فيما أشاد بتعاون وزارة الإنتاج الحربي؛ بالشراكة مع إحدى الشركات الإماراتية لتصنيع أول سيارة بيك أب مجمعة محليًا في مصر، مشيرًا أن هذا التنوع يصب في دعم صناعة السيارات محليًا.
وعن أهمية تعزيز تلك الصناعة، أوضح أن ذلك يعود بالنفع على الصناعات المغذية للسيارات، حيث إن نسبة المكون المحلي الذي يفرضها قانون الصناعة في مصر تشترط أن يكون هناك بعض المكونات مصنعة داخل مصانع مصرية.
كما نوه أن توطيد صناعة السيارات المجمعة محليًا يساعد على مواجهة المشكلات العالمية التي تطرأ على مصانع السيارات خارج مصر، حيث تسهم في مواجهة أزمة مثل نقص مكونات الإنتاج التي تواجه غالبية المصانع الكبرى مما ساهم في تقليص حجم إنتاجها.
وعن المعوقات التي تواجه تعزيز صناعة السيارات المجمعة محليًا في مصر، أشار خبير السيارات، أن ارتفاع مصاريف الشحن من أبرز المشاكل التي تواجه مصنعي السيارات في مصر خلال الوقت الحالي.
من جهته قال خالد سعد، مدير عام شركة بريليانس البافارية، والأمين العام لرابطة مصنعي السيارات، إن تعزيز صناعة السيارات المحلية سيسهم في تعزيز الصناعات المغذية للسيارات في مصر.
فيما أوضح سعد خلال تصريحات خاصة لـ "عالم السيارات"، أن اهتمام الحكومة بالتنوع في استخدام الوقود للسيارات المجمعة محليًا سيعمل على تنشيط حركة المبيعات في سوق السيارات المصري.
وفي هذا الصدد أشار مدير عام شركة بريليانس البافارية، والأمين العام لرابطة مصنعي السيارات، أن ارتفاع مصاريف الشحن لمكونات الإنتاح من أبرز المعوقات التي تواجه الصناعة المحلية للسيارات في مصر.