يشهد سوق السيارات المصري حالة من الترقب لأسعار السيارات مع انطلاق العام الجديد وتزامنا مع تطبيق الشريحة الأخيرة من اتفاقية "الزيرو جمارك" على السيارات القادمة من تركيا، مما أثر بشكل سلبي على حالة المبيعات حتى إن هناك بعض الطرازات التي كانت تطبق عليها ظاهرة "الأوفر برايس" اختفت بسبب الركود وتراجع الطلب عليها، هذا إلى جانب ارتفاع سقف طموحات المستهلك في ظل الإجراءات الاقتصادية التي أعلنتها الحكومة مؤخرا لضبط الأسواق عامة؛ سواء من انخفاض قيمة الفائدة البنكية فضلا عن انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه المصري، واجتمعت كافة العوامل السابقة لتحدث ضبابا في كواليس قطاع السيارات.
من جانبه يرى محمد داوود مدير تسويق المتحدة للسيارات، أن قطاع السيارات يشهد حالة من ضعف القوى الشرائية وذلك نتيجة أسباب اقتصادية عامة يعاني منها كافة السلع وليس السيارات فحسب، إلى جانب عوامل أخرى متعلقة بسوق السيارات.
وأضاف داوود خلال تصريحات خاصة لـ"عالم السيارات" أن المستهلك أصبح على دراية كبيرة بالمجريات الجديدة التي تطرأ على السوق الأمر الذي يجعله يتأني في اتخاذ قرار الشراء، مشيرا أن الحالة التي يشهدها السوق حاليا هي ترقب من جانب العميل بمزيد من التخفيضات نظرا لتوالي هبوط الدولار أمام الجنيه المصري لذلك يكف عن الشراء ليشهد تأثيرات كبيرة نتيجة تحسين سعر الصرف.
وأوضح أن انتظار تطبيق الشريحة الأخيرة من اتفاقية "الزيرو جمارك" على السيارات القادمة من تركيا والذي يطبق على طرازين من أكثر السيارات مبيعا بالسوق المصري وهما "تويوتا كورولا" و" فيات تيبو" يجعل المستهلك يترقب ردود أفعال العلامات المنافسة لكلا الموديلين من أجل تعدد الخيارات أمامه ، لافتا أنه على الرغم أن النسبة التي تطبق على السيارات التركية لا تتتعدى الـ5% بما يعادل حوالي 5 آلاف جنيه من ثمن السيارة إلا أن هناك عامل تراجع الدولار أمام الجنيه المصري والذي يسهم في نسبة التخفيضات التي من المفترض تطبيقها على السيارة من جانب الوكيل ومن المتوقع أن تصل لـ15 ألف جنيه كأقل تقدير.
وأشار أن تراجع سعر الدولار أمام الجنيه المصري من شأنه التأثير على سعر تكلفة السيارة، إلى جانب إسهامه في خفض نسبة الجمارك على السيارة والتي تحصل أيضا بالدولار، معلقا: "انخفاض سعر العملة بيسمع مرتين على سعر السيارة".
وفي سياق متصل قال المهندس محمد ريان رئيس مجلس إدارة شركة المصرية للسيارات أن قطاع السيارات المصري في حالة سيئة نظرا لتوقعات الناس الخاطئة حول ضخامة نسبة التخفيضات التي ستطرأ على أسعار السيارات التركية فور تطبيق الشريحة الأخيرة من "الزيرو جمارك" عليها.
وأضاف ريان خلال تصريحات خاصة لـ"عالم السيارات"، أن العروض والتخفيضات التي أجرتها بعض وكلاء السيارات على طرازتهم ادت إلى توقع المزيد من التخفيضات على الفئات المنافسة لهم، مشيرا أن هبوط الدولار أمام الجنيه المصري اثر على تراجع المبيعات ترقبا لمزيد من التخفيضات على أسعار السيارات.
كما أشار أن العلامات التي لم تخضع حتى الآن لإجراءات تخفيضات نتيجة هبوط سعر الدولار من المفترض أن تجريها مع بداية العام الجديد، وهناك من ينتظر كسر الدولار حاجز الـ16 جنيه للشراء وليس للبيع كما هو قائم حاليا.
بينما يرى علاء السبع عضو شعبة السيارات بالغرف التجارية وأحد موزعي السيارات أن تراجع المبيعات خلال الأشهر الأخيرة من السنة أمر طبيعي يعاني منه القطاع بشكل سنوي.
وأضاف السبع خلال تصريحات خاصة لـ"عالم السيارات"، أن هناك تغيرات جديدة طرأت على سوق السيارات خلال العام الجاري ساهمت في زيادة تراجع المبيعات أبرزها كسر الدولار حاجز الـ16 جنيه مما يعد مؤشرا لاحتمال إجراء تخفيضات مع مطلع العام الجديد وفقا للعوامل الاقتصادية الجديدة.