قدرات هائلة موقوتة خلف جدران كليات الهندسة في جامعات مصر، ينفجر منها شعاع النور مع نهاية كل عام دراسي، حيث يبهر طلاب تلك الكليات الجميع بالمشروعات التي يقدمونها في العام الأخير لهم في رحلتهم الدراسية، لتصبح بمثابة بصمة يختتمموا بها مشوارهم الجامعي، واستعداد لخوض رحلة من طراز آخر في سوق العمل.
بصيص النور مع نهاية هذا العام الدراسي تسلط على 12 طالب من كلية الهندسة جامعة كفر الشيخ، قسم "ميكانيكا باور"، قرروا ألا يكتفوا بالجلوس على "دِكة الاحتياطي" لمشاهدة ومتابعة التطورات الهائلة التي تخطوها الدولة نحو التحول للعمل بالطاقة النظيفة للسيارات، بل أرادوا أن يكونوا جزءًا من ذلك المشهد ليبرعوا في تصميم سيارة تعمل بالطاقة النظيفة بالاعتماد على طاقتي الشمس والكهرباء معًا.
"لم نرغب في الوقوف مكبلين الأيادي أمام خطة الحكومة نحو التحول إلى الطاقة النظيفة كوقود للسيارات، قمنا باستغلال المشروع لنعزز أهمية الدور الذي تلعبه الطاقة النظيفة في مستقبل السيارات الكهربائية".. كان ذلك الهدف وراء تصميم تلك السيارة الصغيرة كما قال الطالب أحمد الشاعر، أحد طلاب قسم ميكانيكا باور، في كلية الهندسة، جامعة كفر الشيخ المشاركين في مشروع التخرج.
استعنًا في صناعة السيارة بأجزاء من سيارات شاهين
عند رؤية السيارة للوهلة الأولى تتسائل حول المواد المستخدمة في تكوينها، وعما إذا كانت محلية الصنع، أم تم الاستعانة بقطع وأجزاء مستوردة، والحقيقة أن الطلاب اعتمدوا على أجزاء من سيارات محلية الصنع ومن أبرزها سيارة شاهين، وذلك وفقًا لما أكده الشاعر خلال حديثه لـ "عالم السيارات"، وأضاف أن مبادرة الإحلال للغاز الطبيعي السبب وراء التفكير في الاعتماد على السيارات المتقادمة، مشيرًا أن مكوناتها تتميز بالمتانة والصلابة، على عكس السيارات الحديثة الموجودة في الأسواق حاليًا.
كما أضاف أن السيارة تعتمد على بطارية ليثيوم، قادرة على السير لمدة ساعة ونصف، كما تصل مدة شحن السيارة في المنزل نحو 4 ساعات تقريبًا، علاوة على أن السيارة تعمل لمدة 3 ساعات بالاعتماد على الطاقة الشمسية، لافتًا أن المشروع في حال تطويره سيتم الاعتماد على بطارية بمدى سير أكبر.
وأوضح أن وزن السيارة بلغ نحو 150 كيلو جرامًا، وتتحمل 3 أفراد، لافتًا السيارة تتلائم مع السير في التجمعات السكنية الصغيرة، وتم تصميمها من الخارج بالاعتماد على خامات الجلد، لتغطية "الصاج" مما يُضفي مظهر جمالي على السيارة.
فيما أشار إلى أن الهدف من اختيار طاقتي الشمس والكهرباء، هو توعية المواطنين نحو استخدام الطاقة النظيفة كوقود للسيارات، وغرس تلك الثقافة لدى المستهلكين، لافتًا أن العالم كله يتوجه نحو استخدام الوقود النظيف لتسيير السيارات.
بينما أوضح أنه من المفترض عرض السيارة في الكلية الفنية العسكرية، مشيرًا أنه يطمح إلى تطوير السيارة لتصبح مشروع حقيقي على أرض الواقع، يخدم المواطنين، ويسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية الموجودة في الهواء، وبتكلفة بسيطة لا تتجاوز البضعة آلاف.
وعن التكلفة الإجمالية لمشروع إنتاج تلك السيارة الكهربائية، قال إنها وصلت إلى 15 ألف جنيه مصري، مشيرًا أنهم تقدموا بطلب دعم إلى المجلس الأعلى للجامعات، ولكن لم يحصلوا عليه، واضطروا إلى تغطية التكاليف إنتاج السيارة بأنفسهم.