شهدت الأشهر الماضية ارتفاع أسعار بشكل ملحوظ على غالبية السيارات الزيرو المطروحة في السوق المحلي وذلك من قِبل وكلاء السيارات في مصر، إلى جانب تفاقم ظاهرة "الأوفر برايس"، ما تعني تطبيق زيادات غير رسمية على أسعار السيارات المحددة من قِبل الوكيل الرسمي.
كما أكد خبراء السيارات أن السبب وراء ارتفاع قيمة السيارات الزيرو في مصر، وتطبيق "الأوفر برايس"؛ نقص المعروض مقابل حجم الطلب على السيارات، نتيجة نقص مكونات الإنتاج في شركات السيارات وفي مقدمتها الرقائق الإلكترونية، مما اضطر تلك المصانع إلى تقليص حجم إنتاجها من السيارات، مما أثر على الكثير من الأسواق العالمية.
وفي ظل تلك الاضطرابات التي يشهدها الشوق المصري يقف العميل في حيرة أمام تلك الزيادات المبالغ فيها، فإمكانياته المادية لا تسمح بدفع أموال طائلة تحت مسمى "الأوفر برايس" قد تصل أحيانًا إلى 60 ألف جنيه، كما يقف العميل عاجزًا أمام التخبطات في أسعار السيارات الرسمية التي تزداد بشكل شهري بالنسبة لبعض الطرازات. ولم يبقَ أمامه سوى اللجوء إلى شراء لسيارات التي يطلق عليها "كسر الزيرو" أو السيارات المستعملة بوجه عام، حيث أصبحت تلك الفئة ملاذ آمن للعملاء في مصر.
والسيارات "كسر الزيرو" هي عبارة عن سيارات جديدة ولكن تم ترخيصها وتركيب لوحات معدنية عليها، وفي كثير من الأحيان يضطر مالكي تلك السيارات إلى بيعها بسبب أزمة مالية تعرضوا إليها، وبالتالي ينتقص من سعر السيارة الرسمي حيث يتم تقييمها كسيارة مستعمل، وفي نهاية المطاف فالمشتري هو المستفاد من تلك الصفقة، من خلال حصوله على سيارة زيرو مع تخفيض سعرها.
من جهته قال إبراهيم محمد، أحد تجار السيارات في مصر، إن الأشهر القليلة الماضية شهدت إقبالًا ملحوظًا على سيارات "كسر الزيرو"، مشيرًا أن العميل العميل أصبح يلجأ إليها هربًا من الزيادات المبالغ فيها على أسعار السيارات الزيرو.
كما أضاف محمد لـ "عالم السيارات"، أن "الأوفر برايس" والزيادات الرسمية على أسعار السيارات الزيرو ساهما في الإقبال على السيارات "كسر الزيرو" والمستعمل على وجه العموم.
طفرة في حجم مبيعات السيارات المستعملة
ومن جهته قال باهر الخولي، استشاري الحملات التسويقية بموقع هتلاقي، المتخصص في عرض السيارات المستعملة، إن هناك لإقبال على السيارات المستعملة بسبب ارتفاع أسعار "السيارات الزيرو" بشكل مبالغ فيه.
فيما أضاف الخولي خلال تصريحات خاصة لـ "عالم السيارات"، أن هناك طفرة في حجم مبيعات السيارات المستعملة على موقع "هتلاقي". لافتًا أن ذلك يرجع إلى أزمة نقص الرقائق الإلكترونية ومن ثمّ تراجع حجم المعروض في السوق المحلي.
وفي سياق متصل أوضح أسامة أبو المجد، رئيس رابطة تجار السيارات، إن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاع ملحوظ في أسعار السيارات المستعملة، وخاصةً "كسر الزيرو".
بينما نوه أبو المجد خلال تصريحات خاصة لـ" عالم السيارات"، أن في حالة الاستمرار في الزيادات المبالغ فيها من قِبل وكلاء السيارات، سينتعش سوق السيارات المستعملة الفترة المقبلة بشكل مضاعف. كما أوضح أن "الأوفر برايس" أدى إلى تراجع حجم الطلب على السيارات "الزيرو".