السيارات الكهربائية أصبحت محل اهتمام لدى العالم ، ساعيين من خلالها بالحفاظ على البيئة نظيفة، خالية من الانبعاثات الكربونية التي باتت تهدد حياة البشرية، ولم تغفل وزارة التجار والصناعة عن تعزيز صناعتها محليًا خلال إعلانها عن تعديل استراتيجية صناعة السيارات، حيث أفسحت لها بنودًا جديدة تؤكد عن اهتمام الدولة السنوات القادمة بالنهوض بتلك الصناعة ولكنها لم تفصح عن تفاصيل تلك البنود.
وفي هذا الصدد قال سمير البطيخي، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، أن العالم بات يتوجه إلى صناعة السيارات الصديقة للبيئة بوجه عام، وفي مقدمتها التي تعمل بالطاقة الكهربائية، مشيرًا أن مصر تتجه نحو صناعة السيارات الكهربائية من خلال محورين.
وأضاف البطيخي خلال تصريحات خاصة لـ"عالم السيارات"، أن المحور الأول يعتبر التي تضع على عاتق الشركات التابعة للقطاع العام ممثلة في شركة النصر والتي أبرمت اتفاقيات لصناعة السيارات الكهربائية في أرجاء مصانعها.
أما المحور الثاني فقال أنه تابع لمصانع وزارة الإنتاج الحربي والذي يركز اهتمامه على صناعة الحافلات (الأتوبيسات) الكهربائية، مضيفًا أن هناك أيضًا توكيلات علامات السيارات العالمية القائمة في مصر والمفترض أن تخضع خلال السنوات المقبلة إلى صناعة سيارات كهربائية صديقة للبيئة.
وأشار إلى أن تعديل استراتيجية السيارات الجديدة من المفترض أن تتخذ في عين الاعتبار الاهتمام بالبنية التحتية، سواء من محطات شحن على الطرق السريعة أو داخل المدن، لافتًا بضرورة توفير مصانع لإنتاج قطع الغيار لتلك النوع من السيارات مثل البطارية التي يسهل تصنيعها في إطار الإمكانيات المتوفرة في المصانع المحلية.
وشدد على ضرورة وضع حد لأزمة "التوكتوك" الذي يتواجد بكثرة في شوارع وأزقة مصر، مشيرًا أن لجنة الصناعة بالبرلمان قدمت طلبات إحاطة من أجل إحلاله بسيارة كهربائية صديقة للبيئة لكلًا من وزيري الإنتاج الحربي وقطاع الأعمال ولا زالت محل دراسة حتى الوقت الحالي.
ومن جانبه قال حسين مصطفى، خبير صناعة السيارات، والمدير التنفيذي السابق لرابطةمصنعي السيارات، إن ظهور استراتيجية لقطاع السيارات بوجه يُظهر رؤية الدولة تجاه الاستثمار به، لافتًا أنه من المفترض أن تعزز تلك الاستراتيجية مجال الصناعات المغذية بالتحديد إضافة إلى تعميق المنتج المحلي وتشجيع الإنتاج الكمي ودعم صناعة السيارات الكهربائية وجذب الاستثمار لها.
و أعلن محمد العصار وزير الإنتاج الحربي عن إبرام عقد شراكة مع علامة "جيلي" الصينية لتصنيع السيارات، وذلك من أجل صناعة سيارات الركوب الكهربائية، وسوف يتم توفير البنية التحتية من محطات شحن كهربائي بالتوازي خلال الفترة التي تستغرقها الصناعة.
وأضاف العصار أن الحكومة تعاونت مع شركة "فوتون" من أجل إنتاج 500 أتوبيس كهربائي سنويًا أي بمعدل 4000 أتوبيس خلال 4 سنوات، ويأتي ذلك في إطار اهتمام الدولة بإنتاج أول أتوبيس كهربائي مع حلول نوفمبر المقبل ورغبتها في تعزيز وتوطين صناعة السيارات الكهربائية.
يذكر أن نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، كشفت خلال الأسابيع القليلة الماضية، أنه تم الانتهاء من تعديل وإضافة بعض الفصول في استراتيجة صناعة السيارات وسوف يتم إرسالها لمجلس الوزراء خلال الأسبوع الجاري، مؤكدة أنها تحتوي على بنود لتعميق صناعة السيارات الكهربائية.
وأشارت جامع خلال تصريحات صحفية، أنه تم تشكيل لجنة بهدف إخراج هذه الاستراتيجية إلى النور، حتى يصل التجميع المحلي إلى المواصفات العالمية.
أقرأ أيضا
الغزالي: "BMW" العلامة الوحيدة التي تتيح مراكز بيع وصيانة لسيارات الكهرباء