فى مختلف أنحاء العالم، توجد قواعد عامة لسوق السيارات ربما أهمها ضعف الإقبال على السيارات التى تقادم تصميمها وظلت لسنوات تظهر فى تلك الأسواق دون تغيير، ولكن ما يحدث فى مصر هو أمر مختلف تماماً، حيث يضرب السوق المصري بتلك القواعد عرض الحائط والدليل على ذلك شيفروليه لانوس وهيونداي فيرنا.
فرغم أن هاتين السيارتين لم يتم تغيير تصميمهما منذ سنوات طويلة بل المؤكد أن طرحهما توقف منذ سنوات طويلة بنفس الشكل الحالي، إلا أن كلتيهما لا يزالا يتمتعا بشعبية هائلة فى السوق المحلي وهو ما يبرزه تقرير مجلس معلومات السوق المصري (الأميك) عن مبيعات الأشهر الثماني الماضية.
يوضح التقرير أن مبيعات الفئة B من قطاع السيارات السيدان فى السوق المحلي سجلت حوالي 12424 سيارة خلال ثمانية أشهر، منها 51.2% أو ما يعادل 6357 سيارة بينما حققت شيفروليه لانوس 11.1% أو ما يعادل 1383 سيارة، وهو ما يعادل 63.3% من مبيعات هذا القطاع أو 7740 سيارة.
لا يعني قولنا أن الأمر غريب أن كلا الموديلين سيئ فرغم تقادم التصميم وتواضع التجهيزات، إلا أن فيرنا ولانوس يعتبرا جيدين بشكل عام بالنظر إلى سعرهما الذى يعد العامل الحاسم وراء هذا الأٌقبال حيث تباع لانوس بسعر 167 ألف جنيه بينما يتراوح سعر فيرنا ما بين 183.5 و214.5 ألف جنيه حسب التجهيزات.
أما العامل الأخر الذى يدعم التواجد القوي لهاتين السيارتين فهو الإقبال عليهما كسيارات تاكسي، وهو أمر ربما يكون قد تسبب فى إحجام المستهلك المصري الباحث عن سيارة ملاكي على شراء كلتيهما طيلة السنوات الماضية، ولكنه دون شك أسهم فى بقائهما بالسوق طيلة تلك الفترة، حتى أن أخبار عديدة تحدثت طيلة السنوات الماضية عن وقف إنتاج فيرنا وهو ما لم يحدث ولا نعتقد أن سيحدث فى المستقبل القريب بسبب الإقبال الهائل على السيارة حتى اليوم.
أما العامل الثالث الذى يدلل عليه بقاء هذين الموديلين فى السوق إلى اليوم فهو أن أستخدام كليهما كتاكسي وأستمرار الإقبال هو شهادة بقدرة كليهما على العمل الشاق لساعات طويلة كسيارة أجرة، وهو ما يلتفت إليه الباحث عن سيارة من هذا النوع بغض النظر عن الشكل.