حالة من الضبابية عانى منها سوق السيارات المصري خلال العام الماضي طالت جميع المعنيين بالقطاع؛ فبداية من التاجر الذي أصيبت بضاعته بالركود وصولا إلى المستهلكين ممن يشكون دائما في سعر السيارة المقدمة إليهم ويرون أن من المفترض نزول الأسعار بسبب الإصلاحات الاقتصادية الجديدة التي تطرأ على السوق من حين لآخر.
وقد أدرك جميع المعنيين في قطاع السيارات المصري حالة السوق من حولهم وخضعوا للمعطيات التي من شأنها تغيير معادلة السوق وتعديل أسعار السيارات، فباتت العديد من العلامات التي تنافس في السوق المصري تضطر لضبط أسعارهم تماشيا مع هبوط الدولار الذي كسر حاجز الـ16 جنيه مع نهاية العام الماضي، فيما اتجهت السيارات ذات المنشأ التركي تعديل قائمة اسعارهم تزامنا مع تطبيق الشريحة الأخيرة من اتفاقية الشراكة الأوروبية مع مطلع يناير الجاري، وبالتبعية انساقت خلفهم السيارات المنافسة لهم من الماركات الأخرى وأعلنوا تخفيضات سعرية لتواجه المنافسة الشرسة مع التركي والأوروبي اللذان أصبحا لهما ميزة تنافسية، وتحجز لها حصة في المبيعات للعام الجديد 2020.
وهنا أصبح المستهلك المستفيد الأول من تلك المنافسة القائمة بين الشركات، فقد أصبح أمام اختيارات عديدة لعلامات وفئات مختلفة من السيارات وجميعها في فئة سعرية متقاربة له، ولكن ما زال هناك ترقب لمشاهدة المزيد من التخفيضات على كافة السيارات الموجودة في السوق المصري، وهنا يطرح سؤالا رئيسيا فهل يجب على العميل اتخاذ قرار سريع بشأن شراء سيارة خلال يناير الجاري أم يتأنى لحين استقرار السوق من حوله ويبدأ في اتخاذ قراراه؟.
من جانبه نصح محمود مسعد المستهلك بضرورة الإسراع في اتخاذ قرار الشراء خلال شهر يناير الجاري، تجنبا لمأزق "الأوفر برايس" الذي قد يطبقه بعض التجار عند استقرار السوق وزيادة الطلب على السيارات لديهم.
وشدد مسعد خلال تصريحات خاصة لـ"عالم السيارات"، على ضرورة اتجاه السيارات المحلية للتخفيضات السعرية من أجل المنافسة في السوق وذلك بتقليل نسبة الأرباح لديهم.
بينما توقع منتصر زيتون عضو رابطة تجار السيارات، باستمرار سلسلة التخفيضات على أسعار السيارات في السوق المصري طوال شهر يناير الجاري، مشيرا أن العديد من شركات السيارات ستخضع للمنافسة؛ لنشهد مزيد من التخفيضات بشكل متتالي.
وأضاف زيتون خلال تصريحات خاصة لـ"عالم السيارات"، أن وكلاء السيارات التركية خضعوا بشكل سريع للتخفيضات بسبب تطبيق الإعفاء الجمركي الكامل على سياراتهم، لافتا أن افتتاح "فيات تيبو" المنافسة بتخفيضات كبيرة عزز من شدة المنافسة داخل سوق السيارات المصري ووضعت بقية العلامات في موقف حرج.
وأشار أن هناك بعض الشركات التركية استفادت من عاملين عند التخفيضات التي أجرتها الأول هو هبوط الدولار والآخر الإعفاء الجمركي الذي صار عليها مع مطلع العام الجديد، مؤكدا أن السيارات التركية التي لم تخضع بعد لإجراء تخفيضات نظرا لتطبيق الشريحة الأخيرة من "الزيرو جمارك" عليها ستضطر آجلا للتنزيلات حيث أنها في مرحلة مراقبة للسوق والمنافسين لها ومن ثم ستشرع في التخفيضات على سيارتها لا محالة.
وفي سياق متصل قال ياسر حشيش رئيس رابطة تجار السيارات بالبحيرة، أن شهر يناير الجاري يعد بمثابة تغيير مسار لكافة شركات السيارات حيث إنهم في حالة تأهب لضبط قائمة أسعارهم وفقا للعوامل الجديدة التي شهدها السوق الفترة الأخيرة سواء من هبوط لسعر الدولار أمام الجنيه المصري أو تطبيق الاتفاقية الأخيرة من اتفاقية "الزيرو جمارك" على السيارات القادمة من تركيا مما يعد مؤشرا لإجراء العديد من التخفيضات خلال الشهر الجاري بأكمله ليشهد السوق حالة من الاستقرار مع نهاية فبراير المقبل.
وأكد حشيش خلال تصريحات خاصة لـ"عالم السيارات"، أنه بطبيعة الحال ستخضع كافة السيارات المنافسة للتركي للتنزيلات السعرية على طرازتها عاجلا أم آجلا، مشيرا أن المحلي والصيني في مأزق بسبب تقارب الفئة السعرية لهم مع بقية الماركات العالمية الموجودة في السوق المصري مما يضطرهم لإجراء تخفيضات هائلة خلال الفترة المقبلة من أجل المنافسة في السوق المصري.
يذكر أن عدد السيارات التي أجريت عليها تخفيضات تزامنا مع انطلاق العام الجديدبلغوا 9 سيارات، على رأسهم سيارتا "تويوتا كورولا" و"فيات تيبو" بفئتيها السيدان والهاتشباك وكلاهما ذات منشأ تركي، كما تم غعلان تخفيضات على كل من السيارات التالية : "هيونداي النترا" و فيات 500" و"لادا جرانتا" و"نيسان سنترا".
أخبار ذات صلة..