جدل كبير أثاره قرار مجلس النوب حول إحلال سيارات "الفان" محل "التوكتوك" والذي أصبح آفة داخل أزقة وشوارع مصر الضيقة، بسبب خطورته على سلامة وأمن المواطنين؛ فضلا عن تسعيرته الباهظة الثمن مقارنة بوسائل المواصلات الأخرى، كما أن القرار طرح تساؤلات عديدة حول أسعار السيارات "الفان" الفترة المقبلة وقلق بشأن احتمالية تلاعب واستغلال تجار السيارات لتلك القرار.
من جانبه يرى الدكتور عماد نبيل خبير المرور أن سيارات الفان تتميز بأمان أعلى من "التوكتوك" والذي يتكون من 3 عجلات فقط مما يجعله مركبة غير آمنة، خاصة عند المنحنيات، كما أن سعته التي لا تتعدى الفردين تجعله وسيلة مواصلات غير اقتصادية، مشيرا أن اقتصادية سيارات النقل تحدد على أساس عدد الأفراد المنقولة بالنسبة لاستهلاك الوقود.
وأضاف نبيل خلال تصريحات خاصة لـ"عالم السيارات" أن "التوك توك" مصدر خطورة وملاذ لصاحبه لارتكاب الجرائم دون محاسبة بسبب عدم امتلاكه لرخصة قيادة؛ على عكس سيارات "الفان" التي ستسهم بمنع امتلاك مركبات النقل التي تستقل الركاب لأشخاص أصغر من السن القانوني أو مدمنون، وبالتالي فإن فكرة التحويل آمنة معلقا :" التكتوك ميزته الوحيدة أنه يسير في الحارات والأزقة التي لا تناسب سيارات النقل الكبيرة والفان تشبهه في تلك الميزة بسبب حجمها الصغير في العرض يقارب ، وسعته أكبر بيشيل أفراد غير أنه سيارة آمنة تلتزم بقيود السير في الشوارع".
وشدد خبير المرور على ضرورة مراجعة أنواع السيارات البديلة التي سوف يتم استيرادها وتشكيل لجنة قبل دخولها للسوق المصري؛ وذلك من حيث مطابقتها للمواصفات البيئية واستهلاك الوقود إضافة إلى معدل الأمان، لافتا ثبات المركبة من أهم المواصفات التي ينبغي أن نركز عليها قبل استيراد "الفان".
وأشار أن هناك احتمالية لاستغلال تجار السيارات لقرار الإحلال واتخاذه كـ"سبوبة"، ولذلك منوط على الأجهزة الرقابية في الدولة توفير الضمانات اللازمة للسائقين وحماية الأسعار من التلاعب، عن طريق توليها لعملية البيع والاستبدال بالتعاون مع إحدى البنوك مع تثبيت سعر الدولا الجمركي.
من جانبه أكد اللواء عفت عبد العاطي رئيس شعبة وكلاء وتجار السيارات بالغرفة التجارية أن الاتفاق بين الصين وشركة النصر للسيارات من أجل إنتاج سيارات كهربائية اقتصادية كبديل لـ"التوكتوك" من أفضل القرارات التي تمت الفترة الأخيرة، مشيرا أن العالم بأجمعه اتجه للحفاظ على صحة المواطنين من خلال السيارات الحرارية؛ بينما نحن ما زلنا نستخدم "التوك توك" والذي يحوي العديد من المشكلات أبرزها خطورته بسبب انعدام رخصة قيادة له.
ويرى عبد العاطي أن سيطرة الدولة على عملية التصنيع بالمشاركة مع وكلاء الشركة الصينية ستقضي على استغلال التجار وتسهم في ضبط عملية البيع والاستبدال؛ مشيدا خلال تصريحات خاصة لـ"عالم السيارات" بصواب الحكومة باختيار شركة النصر للسيارات المصرية بالقيام بتلك التعاون والذي سيؤدي إلى إنعاشها بعدما كانت تشهد حالة من الركود.
وأكد على ضرورة الاهتمام بالصناعات المغذية للسيارات، لتنشيط عجلة الإنتاج، والقدرة على التصدير للخارج، حيث إن مصر تتمتع بمميزات عديدة تمكنها من التصدير للدول العربية والإفريقية المجاورة لها، مؤكدا أن بحلول بداية عام 2020 سينطلق العمل بتلك المشروع ومن المتوقع أنها ستكون بسعر مناسب لجميع الفئات.
من جانبه قال جمال آدم عضو لجنة النقل بمجلس النواب أن هناك تسهيلات لمن يرغب باستبدال "التوكتوك" بسيارة الفان أو السيارة الحرارية التي تعمل بالكهرباء؛ خاصة وإن كان يمتلك رخصة قيادة تثبت امتلاكه لـ"التوكتوك"، معلقا أن الحكومة سوف تسيطر على حركة السوق فور إصدار القرار وسوف يتم توفيرها بأسعار مناسبة.
وشدد خلال حديثه لـ"عالم السيارات" أنه بمجرد تنفيذ القرار سوف يتم التعاون مع لجان المواقف بالمحافظات والإدارات المحلية إلى جانب المحافظات، لضبط التعريفة حسب كل منطقة بالإضافة إلى تحديد خطوط السير؛ كما هو الحال مع مركبات النقل الثقيل، معلقا: " مش هنسيب الأمور سايبة".