حجم الخط:
ع
ع
ع
على الرغم من المحاولات المتتالية للبقاء في "روسيا".. أعلن عملاق صناعة السيارات الياباني "تويوتا" عن إغلاق مصنعها في مدينة "سانت بطرسبرج" بسبب الغزو الأوكراني، والذي ترتب عليه نقصًا حادًا في الكثير من أجزاء السيارة، ومواد التصنيع، لأكثر من نصف عام من الحرب.
بعد انسحاب "رينو" من روسيا.. لادا تعلن عن خطة طموحة تتضمن إطلاق طرازات جديدة
وبشكل واضح، أثرت العقوبات التي فرضتها أوروبا على جميع الشركات المصنعة التي كان لها وجود صناعي في روسيا، كمجموعة "ستيلانتس" ومجموعة "فولكس فاجن" و"وفورد" و"ميتسوبيشي" و"رينو".
وقد قررت تويوتا إغلاق مصنع سانت بطرسبرج (TMMR) الذي كان مخصصًا لطرازين لهما أهمية كبيرة في السوق الروسية، وهما "كاميري Camry" و "RAV4" ويتم إنتاجهما في هذا المصنع منذ العام 2016.وكان حجم إنتاج المصنع قد بلغ العام الماضي 42,235 نسخة من RAV4 و38,547 كامري.. وكانت وجهة معظم هذه السيارات روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا.. ومن ناحية أخرى، تبلغ القدرة الإنتاجية لهذا المصنع 100,000 وحدة في السنة.
وفي السياق ذاته، كانت كلًا من "تويوتا" و"لكزس" قد توقفتا عن استيراد الأجزاء اللازمة في تصنيع سيارات جديدة منذ مارس الماضي، وبدأ المخزون ينفد، حيث كشفت آخر البيانات المنشورة أن الـ 221 وحدة المنتجة في أغسطس تمثل انخفاضًا في الإنتاج بنسبة 97٪ مقارنة بالعام الماضي.. انخفض السوق ككل بنسبة 62٪ على أساس سنوي إلى 41،698 وحدة فقط.
ويعمل في هذا المصنع حوالي 1900 عامل، سيحصل جميعهم على مساعدات تتجاوز ما هو مطلوب قانونًا من شركة "تويوتا".. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نضيف 450 موظفًا محليًا آخرين في أقسام التسويق والمبيعات والتمويل.. بينما ستبقى القوى العاملة الأساسية للحفاظ والإبقاء على خدمات ما بعد البيع.
وكشف متحدث باسم تويوتا لموقع "Automotive News" أنه سيتم تسريح حوالي 2000 عامل بسبب استحالة العودة إلى العمل.. ومن المحتمل أن تتخلص "تويوتا Toyota" من المرافق ببيعها، لكنها لن تستمر في تصنيع سياراتها أو تغيير علامتها التجارية.
وقالت تويوتا إنها ستحاول مساعدة العمال في العثور على وظيفة أخرى، من خلال عقد تدريبات، كما يمكنهم أيضًا الحصول على دعم مالي.
وتأتي خطوة تويوتا بعد أيام قليلة من إصدار الكرملين مرسوماً بتعبئة أكثر من 300 ألف رجل من أجل "العملية العسكرية الخاصة".
وتترك تويوتا وعلامتها التجارية الفاخرة ليكزس Lexus ثغرةً في السوق الروسية، يمكن استغلالها من قبل الشركات الصينية المستفيد الأكبر من النزاع الاوكراني الروسي.
ومنذ بداية الغزو، غادر رأس المال الأجنبي من روسيا لأسباب أخلاقية وسياسية واقتصادية وببساطة لاستحالة العمل بشكل طبيعي.
من ناحية أخرى، حتى لو لم تكن هناك مشاكل في صناعة السيارات في روسيا ، فإن السوق غارق.. فالعقوبات المفروضة على الاقتصاد الروسي بدأت في التأثير طويل الأجل على أداء الشركات الأجنبية، والمستهلك المحلي محاط بالشكوك، صحيح أن الروبل الروسي لم ينهار، لكن المؤشرات الاقتصادية سيئة أو ببساطة غير متصلة.
وكان مصنع سانت بطرسبرج قد بدأ في العمل في ديسمبر 2007 مع "كامري".. وكانت السوق الروسية في ذلك الوقت واحدة من أهم أسواق البلدان الناشئة، حيث تصل أحجام الإنتاج فيها إلى حوالي 3 ملايين وحدة سنويًا (بما في ذلك الشاحنات الصغيرة).
واستثمرت تويوتا ما يعادل 680 مليون يورو في هذا المصنع العملاق، ولم تشر أية أنباء عن نية "تويوتا" من بيعه أو الاحتفاظ به.
العقوبات الدولية تعيد تجهيزات "لادا جرانتا" الروسية إلى القرن الماضي بدون تجهيزات أمان!
وتنفرد شركة AvtoVAZ الروسية بسوق السيارات الروسي الآن، وقد تمكنت من إعادة تصميم سياراتها للتناسب مع بيئة العمل وعدد المكونات الأقل والتي يصعب الحصول عليها.. أما بالنسبة لتويوتا وبقية الشركات المصنعة، فلا يبدو أن هذا حل مقبول.