سنوات طويلة مرت والبترول يفرض هيمنته على عالم السيارات، فهو المسيطر بمشتقاته على المحركات التي تجعل هذا العالم يدور ويتحرك محولاً العالم إلى قرية صغيرة، حتى أنه حين منع العرب تصدير البترول إلى أوروبا في السبعينيات أصيبت الحياة هناك بالشلل، وظهرت نماذج سيارات صغيرة الحجم لا تستهلك الكثير من الوقود، لكن يبدو أن تلك الهيمنة على وشك أن تتراجع لصالح منافس قوي هو الكهرباء، فالسيارات الكهربائية أصبحت ضيفًا على كل معارض السيارات الدولية، وشركات السيارات صارت تتنافس أيها يقدم جديدًا يعمل بالكهرباء، حتى أننا رأينا شركة تسلا موتورز التي تخصصت فقط في السيارات الكهربائية..
ولأن المستقبل للكهرباء كان من الطبيعي أن تعلن شركة بورشه الألمانية عن نيتها الاستثمار في التنقل الكهربائي بما قيمته أكثر من ستة مليارات يورو، مع التركيز على المكونات الهجينة والسيارات الكهربائية بالكامل، وذلك بحلول عام 2022، وقد صرح رئيسها التنفيذي أن ذلك القرار يأتي إلى جانب تطوير السيارات العاملة بمحركات الوقود التقليدي..
وقد خصصت الشركة الألمانية حوالي 500 مليون يورو لتطوير السيارة الكهربائية Mission E، وهي سيارة رياضية تعمل كليًا بالكهرباء وينتج محركها 600 حصان، لتتسارع من الصفر إلى 100 كم/ س في زمن أقل من 3.5 ثانية، وهي قادرة بشحن كامل على قطع مسافة 500 كيلو متر قبل أن تحتاج لإعادة الشحن، وهي العملية التي ستستغرق وقتًا قصيرًا للغاية، حيث تكفي 15 دقيقة من الشحن لمنح السيارة مدى يصل إلى 400 كيلو متر..
كذلك فإن بورشه تعمل على تطوير الجيل الثاني من السيارة باناميرا الهجينة المزودة بمحرك بنزين V8 سعة 4 لتر يعمل مع محرك كهربائي ينتجان سويًا طاقة قدرها 680 حصانًا، وهي قادرة بالمحرك الكهربائي وحده على قطع مسافة 50 كيلو مترًا.. وبذلك تثبت بورشه أن المستقبل للكهرباء، وأن الاستثمار في ذلك العالم هو ضمان النجاح المستقبلي.