الصين / نينبو - حسن صالح
بعد رحلة قصيرة وصلنا إلى مدينة نينبو وهو المحطة الثانية لزيارتنا للصين بدعوة من شركة شيري العالمية ووكيلها فى مصر غبور أوتو بدأت حكاية جديدة حيث توقعت أن يشمل جدول تلك المحطة زيارة لميناء نينبو ولكن لم يحدث ذلك حيث شمل الجدول عرضاً للميناء وأهميته بالنسبة لشركة شيري من إحدى القاعات بالطابق الخامس والأربعين من إحدى البنايات الشاهقة للمدينة. ورغم أن البحر كان يظهر من شرفات القاعة، إلا أننا لم نرالميناء أو نقوم بجولة فيه.
الميناء هو أحد أكبر موانئ العالم من حيث الحجم ولكنه الأكبر فعلياً من حيث الحمولات اللي يتم شحنها منه والتي وصلت إلى حوالي 890 مليون طن فى 2016. ويقع ميناء نينبو على ساحل بحر الصين الشرقي فى أقليم زيجانج على خليج هانج زوو.. وعلى الناحية الأخرى من الخليج توجد مدينة شنغهاي، وهو ما يفسر الزمن القصير للرحلة.
أهمية الميناء بالنسبة للصين تتمثل فى أنه يقع على مفترق طرق للشحن بين شمال وجنوب الصين وهو أيضاً طريق شحن بحري مهم للغاية، منها طرق شحن بحري لداخل الصين تمر فى نهر يانجتزي وتؤدي لشمال الصين.
الميناء قديم تأسس عام 738 ميلاديه وكان واحداً من أهم 3 موانئ للتجارة الخارجية للصين. وأستمر الميناء يلعب دور مهماً فى تجارة الصين حتى تم دمج مينائين هما نينبو وزوشان فى 2006 ليكونا معاً مركزاً ضخماً لنقل البضائع وقبل 7 سنين كان الميناء الجديد ينقل 744 مليون طن مترى من البضائع ولهذا كان نينجبو هو أكبر ميناء فى العالم لدرجة أنه تفوق على ميناء شنغهاي الشهير.
ومن هذا الميناء تتجه صادرات الصين لحوالي 246 طريق بحري، وهو متصل بطرق للسكك الحديدية تربطه بباقي المدن داخل الصين. والواضح أن التوسع مستمر لدرجة أنه خلال العام الماضي فقط تم أفتتاح 9 خطوط جديدة للسكه الحديد تربط الميناء بمدن صناعية فى الصين، كما تم أفتتاح أول خدمة نقل بضائع من خلال عربات سكه حديد بدورين. وأستطاعت تلك الخطوط أن تنقل خلال العام الماضي فقط أكثر من 600 ألف حاوية بضائع.
ويعتبر الميناء على درجة قصوى من الأهمية بالنسبة لشيري لأنه من خلاله يتم تصدير سيارات الشركة لكافة أسواقها الخارجية.
خلال العرض الذى قدمته شركة شيري للميناء هالني مظهر الشاشة العملاقة التى يتم من خلالها عرض البيانات والتى لم أر مثلها فى حياتي. واللافت للنظر أن مسئولو الشركة طلبوا منا عدم التصوير خلال هذا العرض.
كان المشهد بانورامياً رائعاً من هذا الأرتفاع الشاهق للمدينة والميناء معاً. وعلى هامش هذا التجمع دار بيني وبين ليو وهو مسئول شيري فى مصر الذى يمثل همزة الوصل بين الشركة الأم وشركة غبور أوتو فى مصر حواراً جانبياً سألت فيه عن أقتصاد الصين ككونه أقوى أقتصاد فى العالم كما كنت أعتقد، ودهشت لرده بأن ذلك غير صحيح لأن الأقتصاد الأمريكي لا يزال الأقتصاد الأكبر والأقوى فى العالم.
في اليوم الثاني لتواجدنا فى مدينة نينبو شملت الفعاليات إجراء أختبار سريع لبعض الموديلات التى قد تطرحها شيري العالمية فى المستقبل القريب بالسوق المصري، ورغم إلحاحنا فى السؤال لم نتلق رداً قاطعاً بأن تلك الموديلات ستظهر فى مصر مستقبلاً وأكتفوا بالرد أن الأمر لا يزال محل دراسة. ولم يستمر الأختبار سوى لفترة وجيزة للغاية.
ثم شمل جدول الزيارة حضور حفل خاص بموزعي شيري كان من ضمنه عرض فني صيني بدا شيقاً إلى حد بعيد
وقبل أن نكمل سرد تفاصيل الرحلة أجد أنه من الملائم أن أتوقف لأروي حكاية شخصية محورية فى شيري الصينية ستلعب دوراً هاماً فى توجهات الشركة المستقبلية وأعني به رئيس مجلس إدارة شركة شيرى الصينينة ولكن فى حكاية مستقلة قادمة.. أنتظرونا .