حجم الخط:
ع
ع
ع
لا شك أن الصين تعتبر السوق العالمية الرائدة في قطاع السيارات الكهربائية، فالعملاق الآسيوي يصنع آلاف السيارات سواء من العلامات التجارية المحلية أو العالمية.. لكن يبدو أن البلاد تواجه مشكلة خطيرة أجبرتها على إغلاق جزء من البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية.
وكما أشرنا، فإن الصين تعد واحدة من أعظم الدول الرائدة في إنتاج ومبيعات السيارات الكهربائية على مستوى العالم، ولهذا السبب تحديدًا بدأت علامات الإنهاك تظهر على البنية التحتية اللازمة لعمليات شحن السيارات الكهربائية، ما دفع الحكومة الصينية لإغلاق أجهزة ومحطات الشحن بعد موجة الحرارة الكبيرة التي وصلت إلى أكثر من 45 درجة مئوية، والتي تسببت في ارتفاع الطلب على الطاقة الكهربائية، منذ يونيو الماضي.
شمل الإغلاق نقاط ومحطات الشحن العامة والخاصة للعلامات التجارية مثل Tesla أو Nio أو Xpeng ، وفقًا لموقع "MIT Technology Review".. والنتيجة هي انهيار حقيقي بين مستخدمي السيارات الكهربائية في منطقة "سيتشوان".
ووفقًا لخريطة شبكة الشحن عبر الإنترنت في "سيشوان" فقد دخل الخدمة اثنان فقط من أصل 31 شاحنًا فائقًا تابع لعلامة تسلا، وهي شواحن ذات تعريفة تسعير أعلى.
وليست "سيشوان" وحدها التي تعاني من هذا الوضع المأساوي، فإغلاق محطات الشحن، ومحطات الوقود أيضًا شمل جميع أنحاء البلاد، وهو ما أجبر الشركات المسؤولة عن التزويد العام بالكهرباء على تقديم خصومات تصل إلى 50 ٪ على الشحن ليلًا.. وهذا على وجه التحديد ما أعلنت عنه شركة "State Grid" أكبر شركة متخصصة في محطات الشحن المملوكة للدولة، والتي اضطرت إلى إلغاء الخدمة في ثلاث مقاطعات صينية كبيرة تخدم نحو 800 ألف سيارة كهربائية.
عملاق آخر في البنية التحتية الخاصة بعمليات الشحن للسيارات الكهربائية، وهو "TELD" الذي أغلق أكثر من 120 محطة شحن في منطقة "تشنغدو" من الساعة 8 صباحًا حتى منتصف الليل، وهو وقت ذروة استهلاك الكهرباء.
وأشار "لي شينغ" محلل صناعة السيارات إلى أن الصين لم نشهد مثل هذا النقص الواسع في الطاقة، مضيفًا أن الصين من أقوى الدول التي تمتلك بالفعل بنية تحتية جيدة للشحن.. ولكن بمجرد حدوث شيء مثل هذه القيود على الطاقة، تنكشف المشاكل.
يواجه جميع مالكي السيارات الكهربائية التي تعتمد على نقاط الشحن العامة مشاكل الآن، وهي حالة صعبة يمكن أن تجعلهم يعودون إلى الوقود التقليدي إذا ساءت الأمور أكثر من ذلك، مع التذكير بأن شراء سيارة كهربائية يدعم من قبل الحكومة بمساعدات قدرها 4000 دولار.. وهو ما ساهم في انتشارها بشكل كبير في الصين.
وتظهر درجات الحرارة المرتفعة انخفاضًا في البنية التحتية للشحن، مع الأخذ في الاعتبار أن أعلى نسبة للسيارات الكهربائية في الصين توجد في المناطق الحضرية.. وللأسف يبدو أنه لا توجد حلول بديلة للتخفيف من نقص الكهرباء.
وعلى ذكر الحلول البديلة اضطرت الصين للبحث عن الكهرباء في الطاقات المتجددة
كالألواح الشمسية والتي تعتمد عليها في إنتاج 2.8 ٪ فقط من الطاقة للبلاد بأكملها، ومعظمها في المناطق الريفية، ولا توجد شواحن كهربائية منزلية للسيارات لاستغلال الطاقة الناتجة عنها، حيث سيكون من الضروري وجود مكان وقوف دائم لذلك، وهو أمر مستحيل في المدن الصينية الكبيرة.
وعلى الرغم من أن الطاقة الشمسية أحد المفاتيح التي يراهن عليها الخبراء لحل المشكلة، بالإضافة إلى البحث عن الكهرباء من مصادر متجددة أخرى مثل مزارع الرياح أو الطاقة الشمسية البحرية، إلا أن "لي" تسائل قائلًا: "إذا كان أكثر من نصف السيارات الجديدة المباعة في الصين بحلول عام 2025 يمكن أن تكون كهربائية - ما يعني حوالي 15 مليون - فكيف يمكن لشبكة الكهرباء المبنية على الطاقة المتجددة تلبية هذا النوع من الضغط؟"