رغم انها ليست الزيارة الأولى التى أقوم بها للصين حيث سبق لي زيارتها أكثر من مرة، إلا أن تلك الزيارة التى جاءت بدعوة من شركة "جى بى أوتو" وكيل علامة شيرى بالسوق المصرى تعتبر دون مبالغة هي الأهم بالنسبة لى، فعلى مدار 10 أيام متواصلة عشنا تجربة ممتعة داخل معقل شركة " شيرى" الصينية تعرفنا خلالها على التكنولوجيا المتطورة التى تستعين بها شيرى لإنتاج وتصنيع سياراتها التى تصدرها لكثير من الدول حول العالم .. زرنا مركز شيرى للابحاث وأختبارات التصادم وشاهدنا المضمار الذى تجرى عليه تلك الأختبارات والدمى المستخدمة فيها والتى تتجاوز مجرد كونها ادوات صماء كما يعتقد البعض، وعرفنا تكلفة الدمية الواحدة ضمن كثير من التفاصيل التى أطلعنا عليها خلال زيارتنا .. داخلنا مصنع شيرى للسيارات الكهربائية وشاهدنا خط تجميع تلك السيارات.
خلال تلك الزيارة، عشنا تفاصيل كثيرة وشيقة داخل ثلاث مدن صينية بدأت من مدينة شنغهاى مرورا بمدينة نيمبو ووصلت الرحلة إلى ختامها فى مدينة "ووهو" الصينية، وكانت خاتمة رائعة لتلك الرحلة التى كانت بمثابة تجربة فريدة من نوعها لم نكن نتوقع أن تكون بهذا القدر من التشويق.
خلال زيارتنا للمدن الثلاث التى أشتملت عليهم رحلتنا مع شيري، كانت لنا محطة رئيسية فى كل مدينة منهم، وشهدنا الكثير فى كل من تلك المحطات. ووجدت أنه سيكون من الملائم أن أسرد لكم وقائع تلك المحطات على شكل حكايات أجمع فيها تفاصيل ما شاهدته.
ولنبدأ معاً بتفاصيل الحكاية الأولى من أحد أهم معارض السيارات فى العالم والتى بدأت بعد رحلة طيران أستمرت لأكثر من 14 ساعة منها ساعتين ترانزيت فى مطار أبو ظبي حتى وصلنا إلى شنغهاي وهي المحطة الأولى لتلك الرحلة الصينية الطويلة.
الحكاية الرئيسية فى محطتنا الأولى هي معرض شنغهاي الذى صار اليوم أحد أهم المعارض على أجندة الفعاليات العالمية الخاصة بالسيارات. ومن السهل التدليل على ما أقول من خلال المشاركة الهائلة التى شهدتها دورة المعرض التى تقام كل عامين فى الأعوام الفردية. بدأ المعرض بداية متواضعة فى عام 1985 وكان بالكاد معرضاً محلياً لا يلفت أنتباه صانعي السيارات العالميين، أما في دورة العام الجاري وهي الدورة الثامنة عشر للمعرض بدا الأختلاف جذرياً حيث شارك أكثر من ألف عارض قدموا أكثر من 1400 موديلاً جديداً علاوة على عشرات النماذج التى ظهر معظمها للمرة الأولى عالمياً. وزار المعرض أكثر من مليون زائر وغطى الحدث أكثر من 11 ألف صحفي وإعلامي من مختلف أنحاء العالم.
بدأنا زيارتنا يوم 16 أبريل وهو اليوم الأول من اليومين المخصصين للصحفيين فى المقر الشاسع للمعرض في مركز شنغهاي للمعارض والمؤتمرات . أما مساحات العرض فهي حوالي 360 ألف متر مربع عليها حوالي 20 صالة عرض منها 12 صالة مغلقة و8 صالات مفتوحة للعرض. الصالات المغلقة خصصت منها 9 صالات لسيارات الركوب وواحدة للمركبات التجارية ووسائل الأنتقال المستقبلية وصالتين لمصنعي مكونات وقطع غيار السيارات، وبالطبع أنتشرت فى جنبات المعرض المطاعم والأستراحات وحتى كانت هناك عيادة طبية.
توجهنا فى البداية لحضور المؤتمر الصحفي لعلامة أكسيد التابعة لشيري فى الجناح المخصص للشركة وكان بسيط وأنيق. كان هذا المؤتمر على رأس أجندتنا الخاصة بزيارة المعرض. شهد المؤتمر الصحفي تقديم مجموعة موديلات الشركة الجديدة وهي مركبات SUV علاوة على نموذج تصوري مبهر يحمل إسم E-IUV فى شنغهاي يكشف عن توجهات الشركة المستقبلية والتى تنافس ضمن شريحة السيارات الفارهة.
النموذج الذى تم الكشف عنه لأول مرة ملئ بالتفاصيل المبهرة والتى قد تبدو من وجه نظر البعض خيالية إلى حد بعيد وهو يعتمد على بنية وأبعاد صممت خصيصاً من أجل إنتاج سيارة كهربية.
وسيكون الموديل القادم الذى يعتمد على النموذج أحد أهم سيارات الشركة حيث يركز الموديل على المستقبل المنظور للسيارات الكهربية. ويبرز ذلك من خلال الشكل الخارجي المتطور للغاية والذى يمتاز بخطوط تصيم عنية وأنحناءات ذات تفاصيل أنيقة فضلاً عن المساحات الداخلية الرحبة رغم الحجم المدمج للسيارة.
ولضمان مستويات عالية للديناميكة الهوائية، زودت السيارة بجناح أمامي وشاشيه مستوي وعاكس هواء كبير فى الخلف.
خلال المؤتمر الصحفي قال كيفن رايس مدير تصميمات الشركة أن واجهة السيارة تجنبت فى تصميمها ما يشعر به الكثيرون من عدم أرتياح فى ملامح تصميمات السيارات التقليدية ولهذا جاء الموديل بملامح غير تقليدية تبرز فى تصميم المصابيح العمودية فى المقدمة والمؤخرة علاوة على الكاميرا المتطورة والأبواب التى يتم فتحها بشكل لا تماثلي والتى هدف مصممو الشركة منها إلى كسر المفهوم السائد لدى الناس عن السيارة التقليدية.
أما تصميم مقصورة السيارة فهو مستوحى من الطبيعة مع مزج تلك العناصر بأحدث التقنيات مع توفير أفضل مقومات السلامة فى قالب بسيط يوفر للركاب جلوساً مريحاً علاوة على توفير قيادة ذاتية وأتصال بشبكة الإنترنت.
أما علامة شيري فكان أبرز ما عرضته هو موديل تيجو e الكهربي الذى يعتمد على منصة هيكلية جديدة خصصتها الشركة لسيارات الطاقة الجديدة التى ستنتتجها وتحمل تلك المنصة الهيكلية إسم T1X.
تتمتع السيارة بتصميم أنيق وكم كبير من التقنيات المتطورة وهي تنتمي لفئة مركبات SUV المدمجة ويمكنها قطع مسافة 401 كيلومتراً بشحنة بطارية واحدة.
تكتسب السيارة الجديدة أهمية كبيرة بالنسبة لشيري لكونها أولى موديلتها التى تعمل بالطاقة الجديدة، ولهذا حرصت الشركة على أن يكون للموديل حضور قوي يبرز من خلال تصميم المصابيح وخطوط تصميم تستخدمها شيري فى عائلة موديلاتها الجديدة منها الشبكة الأمامية المغلقة التى تأتي بنفس لون السيارة.
وخلف شعار شيري فى المقدمة توجد كاميرا 360 درجة يمكنها ألتقاط صورولقطات فيديو انورامية. وخلف الحلي الموجودة على جانبي حاجز الصدمات الأمامي، توجد مصابيح LED نهارية.
وتتمتع تيجو e بأبعاد جيدة حيث يبلغ طولها 4358 ملليمتراً وعرضها 1830 ملليمتراً وأرتفاعها 1670 ملليمتراً بينما يصل طول قاعدة العجلات إلى 2630 ملليمتراً.
تم تزويد مؤخرة السيارة فوق موضع اللوحات المعدنية بكاميرا بانورامية علاوة على جنوط ذات خمسة أذرع بقطر 18 بوصة علاوة على إطارات عالية الكفاءة مقاس 215/55 R18. كما تم تجهيز السيارة بنظام تعليق مستقل للعجلات الأربع من طراز ماكفيرسون مع ذراع مزدوج خلفي. وذكر مسئولو الشرمة أن الموديل يمكنه التسارع من السكون حتى 50 كيلومتراُ فى الساعة خلال 3,9 ثانية فقط
بعد حضور المؤتمر الصحفي لعلامة إكسيد وزيارة جناح شيري لم يكن أمامنا الكثير من الوقت لزيارة باقي أجنحة المعرض الذى يحتاج لأيام وأكتفين بإطلالة سريعة على الأجنحة لاحظت من خلالها المشاركة الواسعة للشركات الصينية التى أحتلت مساحات .
أما أبرز المشاركين من علامات السيارات العالمية فكانت ألفا روميو وأستون مارتن ورولز رويس وماكلارين ولوتس ومرسيدس – بنز وبرابوس علاوة على المشروعات المشتركة فى الصين لشركات عالمية تانية زي مازدا وهيونداي وفولكس فاجن ورينو نيسان.
المميز فى المعرض فكان مشاركة كتير من العلامات الجديدة الخاصة بالطاقة الجديدة وأغلبها صينية. تلك الشركات يقتصر إنتاجها على السيارات الكهربية والهجينة فقط. وكان من بين تلك الشركات علامات عالمية معروفة فى هذا المجال على رأسها شركة تيسلا الأمريكية.
وبعد تلك البداية المثيرة فى أحد أكبر معارض العالم، توجهنا إلى محطتنا الثانية لتبدأ حكاية جديدة من حكاياتنا مع شيري العالمية فى معقلها الصيني. أنتظرونا فى الحكاية الثانية .