اعتدنا أن تكون الشكوى من التلوث السمعي هي الشائعة في المدن، فالضوضاء صاخبة وآذاننا لم تعد تتحمل، وأصبح من المنطقي الاحتفاء بكل ما من شأنه أن يساعد على خفض تلك الضوضاء، لذلك لم يكن غريبًا أن يتم الترحيب بالسيارات الكهربائية كونها تصدر أصواتًا أقل من تلك التي تصدرها السيارات العاملة بمحركات الوقود التقليدي..
لكن يبدو أن البريطانيين خصوصًا والأوروبيين عمومًا لهم رأي آخر، فهم يرون أن صمت السيارات الكهربائية يجعلها قاتلاً صامتًا، فعند انطلاق سيارة كهربائية بسرعة أقل من 30 كم/ س يصبح من العسير على المشاة وراكبي الدراجات الهوائية سماع صوتها، خصوصًا أنهم ينتقلون والسماعات التي تبث الموسيقى مثبتة في آذانهم، بالإضافة إلى الأشخاص الذين حُرموا من نعمة الإبصار، مما يعرضهم لخطر الاصطدام بإحدى تلك السيارات..
لكن ذلك الخطر على وشك الانتهاء، فابتداءً من شهر يوليو من العام المقبل سوف تضطر جميع السيارات الكهربائية والهجينة الجديدة التي تباع في أوروبا إلى إصدار ضوضاء عند الانطلاق بسرعة منخفضة، كما سيتم تزويد جميع السيارات الحالية بجهاز لإصدار ضوضاء بحلول عام 2021..
وبالنسبة إلى الضوضاء التي ستصدها السيارات فالمتوقع أن تكون ضوضاء صديقة للبيئة على غرار "الضوضاء البيضاء"، وهو مصطلح يشير إلى أصوات مسموعة لكنها لطيفة على آذان البشر مثل صوت سقوط الأمطار أو خرير المياه، وسينبعث من السيارة الكهربائية بمجرد انخفاض سرعتها عن 30 كم/ س..
وتشير الأرقام إلى وجود 140 ألف سيارة كهربائية مسجلة الآن في بريطانيا مقارنةً بـ3500 سيارة فقط في عام 2013، وبحلول عام 2030 يتوقع أن يصل العدد إلى 9 ملايين سيارة كهربائية على الطرق البريطانية وحدها.