حجم الخط:
ع
ع
ع
يبدو أن الأزمات لا زالت تلاحق صناعة السيارات حول العالم، حيث بدأت بمارس 2020 مع انتشار وباء كورونا، مروروًا بنقص الرقائق الإلكترونية اللازمة لتكنولوجيا الصناعة، وأخيرًا أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، والتي ترتب عليها عقوبات دولية.
ويبدو أن الأزمة الروسية الأوكرانية لم تكتفي فقط بنقص إمدادات التصنيع اللازمة، أو إغلاق مصانع المحالفين لأوكرانيا في الاأراضي الروسية، وإنما امتدت الأزمة إلى المصنعين الأوروبيين الذين يحاولون جاهدين التخلص تدريجياً من تلك الأزمات.
كما يبدو أيضًا أن العلامات التجارية الكبرى على وشك مواجهة أزمة كبيرة أخرى ترتبت على انقطاع الغاز الروسي إلى أجل غير مسمى عن القارة العجوز، وهو ما يعني نقصًا حادًا في تصنيع زجاج السيارات الذي يعتمد في صناعته على أفران حراراة تعمل بالغاز المستورد من الدب الروسي.
دعنا نتذكر أولًا أن آلاف السيارات المنتجة في خضام الأزمات المتلاحقة، إما تنتظر شحنها لوجهتها، وإما في مستودعات تنتظر اكتمال عملية التجميع في ظل نقص الرقائق الإلكترونية اللازمة، وإما سيارات وصلت للعملاء بعد تخليهم عن بعض التجهيزات، وبالتأكيد لا ننسى الممارسات غير الأخلاقية المتعلقة بأسعار البيع والشراء والتي يمارسها بعض التجار والموزعين بل والوكلاء جراء هذه الأزمات.
ويبدو أن الأشهر المقبلة ستكون أكثر تعقيدًا بحسب "وول ستريت جورنال".. والتي استندت إلى أن قطع إمدادات الغاز الروسي تسبب بالفعل في مشاكل كبيرة في الصناعة الأوروبية بشكل عام، وفي صناعة السيارات بشكل خاص، وهي أزمة جديدة باعتبار الغاز الروسي المصدر الرئيسي للطاقة اللازمة لتصنيع مواد زجاج السيارات الجديدة، ومنتجات أخرى.
وفي سياق متصل، وفي ظل البحث عن مخرج للأزمة، أمضى عملاق صناعة السيارات الألماني "فولكس فاجن" شهورًا في تخزين النوافذ الزجاجية، والزجاج الأمامي لجميع الطرازات التي تنتجها مصانعه، وملأت المستودعات بالفعل حتى لا تضطر إلى إيقاف الإنتاج مرة أخرى.
وفي أودي وبورش التابعتين لمجموعة "فولكس فاجن" امتلأت المستودعات أيضًا، ويتجهان إلى الموردين خارج أوروبا وغير المتأثرين بأزمة الغاز.
على الجانب الآخر، أعلن المسؤولون في "Saint-Gobain" أحد أكبر مصنعي زجاج السيارات الرئيسيين، أنه بالفعل في بداية العام ستخفض المصانع استخدام الطاقة في كلٍ من ألمانيا وبولندا وجمهورية التشيك، مع إعطاء الأولوية لإنتاج النوافذ لعملائها من صناع السيارات.
أما شركة "Schott AG" وهي مورد ألماني للزجاج الخاص بشاشات اللمس وأنظمة الإضاءة الخارجية، فكان لديها بالفعل خطة بديلة، حيث عملت على تخزين أكبر قدر ممكن من الغاز الطبيعي المسال، والبروبان، القابل للتحول إلى غاز مسال، في حال انتهاء مخزون الغاز الطبيعي المسال.. حتى أن هناك متخصصين في الزجاج يقرون بأنهم يغيرون نظام أفرانهم للعمل على البنزين أو الديزل حتى لا يتوقفوا عن التصنيع ويدخلون في حالة كارثية.
الغاز ضروري للحفاظ على درجات الحرارة العالية جدًا المطلوبة في الأفران، ولمنع الزجاج السائل من أن يبرد أو يجف، مما قد يؤدي إلى إلقاء ملايين الكيلوجرامات من الرمل المنصهر ورماد الصودا والحجر الجيري، وهي المواد الأساسية لهذا السائل على الارض.
وعلى الرغم من أن الشركات تحاول أن تختار بديلاً، إلا أن الاتحاد الأوروبي أدرج تصنيع الزجاج في قائمة الأولويات في حالة تقنين الغاز في الشتاء المقبل، والتي يضاف إليها التكلفة الإضافية الكبيرة التي سيعانيها تصنيع الزجاج في اليوم الشهور المقبلة.