هو كائن أسطوري بجسم وذيل وقوائم أسد ورأس وجناحَي ومخالب نسر، فأي قوة اعتقدها فيه القدماء حتى يمنحوه تكوينًا يجمع بين هيئة ملك الحيوانات وملك الطيور؟ إنه الجريفون Gryphon الذي يرمز في أساطير الأوروبيين إلى القوة والسرعة، ونرى تماثيل له في إيطاليا وفرنسا وتتخذه عائلات ألمانية وبريطانية نبيلة شعارًا لها، وهو الرمز الذي ترفرف به راية مقاطعة سكونا Skåne السويدية حيث يقع مصنع صانعة السيارات الشهيرة كونيجس إج التي أطلقت اسم ذلك الكائن الذي يسكن كتب الأساطير على نسخة جديدة من سيارتها الأيقونية الشهيرة أجيرا- هي أجيرا RS جريفون التي كشفت النقاب عنها مؤخرًا وتجمع –مثله- بين القوة والسرعة..
أول ما يلفت الانتباه لمسات ذهبية اللون موزعة على جسم جريفون، حيث تراها على شكل شرائط على غطاء المحرك والمقدمة والجانبين، وحتى على الجناح الخلفي والمؤخرة ومنفذ فتحة العادم وشعار كونيجس إج الأمامي، وحروف RS واسم أجيرا وجريفون المنقوشة على أماكن مختلفة من جسم السيارة، وتلك اللمسات ليست لونًا ذهبيًا بل هي من رقائق الذهب الخالص عيار 24 قيراطًا، ومصنوعة يدويًا في مصنع كونيجس إج..
وبالإضافة للذهب تألقت أجيرا بجسم مصنوع من ألياف الكربون التي تضمن له الخفة والمتانة، وقد اقتربت مقدمتها بشدة من الأرض واستقر أسفلها سبليتر مصنوع أيضًا من ألياف الكربون، وعلى حين احتوى غطاء محركها على ثلاث فتحات لتهوية المحرك تراصت على جانبيه بشكل رأسي عينان ضيقتان طويلتان تشبهان عيون الزواحف، وإذا كان جانبا السيارة عادةً لا يحملان أكثر من مقابض الأبواب ومسارات للهواء فإن وقوفك على جانب أجيرا لإلقاء نظرة جانبية مهم، لأنه يكشف لك شكل قطرة الدموع الذي يتخذه جسمها، حيث مقدمتها مدببة قليلاً وجسمها مسحوب ومؤخرتها مرتفعة عنه، وهو ما يعني قدرتها على الانطلاق بسرعة واختراق الهواء دون أن يعوقها عن التقدم أو يقاومها، وعلى غطائها الخلفي يقف شامخًا جناح كبير يعمل مع الدفيوزر السفلي الضخم على تحسين الديناميكا الهوائية للسيارة لتنطلق ثابتة لا يهزها اندفاع الهواء..
في الداخل لا تنقص أناقة جريفون بل لعلها تزيد، فالمقصورة كلها مزيج من جلود ألكانتارا السوداء الفاخرة وألياف الكربون السوداء والألومنيوم الأسود المؤكسد، وهنا أيضًا تعلن اللمسات الذهبية عن وجودها على المقاعد والأبواب ولوحة القيادة، لكنها ليست رقائق ذهب بل خيوط الذهب المحاكة يدويًا، وتأتي عجلة القيادة مدمجة مسطحة القاعدة وملفوفة بجلد ألكانتارا، ويحتضن الكونسول الوسطي شاشة لمسية ويحتوي على عدد قليل للغاية من الأزرار التي تؤدي دورها دون أن تربك قائد السيارة..
على صعيد الأداء حصلت السيارة الأسطورية على محرك V8 مزود بشاحن تيربو مزدوج قادر على توليد 1360 حصانًا، وهو ما يجعل أجيرا بوزنها البالغ 1395 كيلو جرامًا على بُعد خطوة من المعادلة الذهبية للقوة إلى الوزن 1:1، والتي تحققت من قبل في السيارة كونيجس إج وان، وهو ما يعني أن الصانعة السويدية كانت موفقة تمامًا حين اختارت لسيارتها رمزًا أسطوريًا يعبر عن القوة والسرعة.. والجمال.