بدأت شيفروليه إنتاج سيارتها الرياضية الشهيرة كورفيت عام 1953، وإذا كان بُعد سنة بدء إنتاجها يوحي بأن مسيرتها قد توقفت منذ سنوات عديدة، فالحقيقة أنها قد أطلت في سبعة أجيال منذ ذلك الحين، وما زالت صانعتها تنتجها حتى الآن، فهي من السيارات صاحبة الرحلة الطويلة والنجاح المستمر.. وعلى حين تستحق سيارة مثلها حديثًا ممتدًا على عدة مرات، فإننا نتحدث اليوم عن الجيل الثاني منها الذي يحمل أيضًا اسم Sting Ray أو اختصارًا الاسم C2، وقد كانت بدايته عام 1963 واستمر حتى عام 1967.. أما لماذا نختص هذا الجيل تحديدًا بالحديث عنه، فذلك ما يتضح عبر السطور التالية..
بداية الإلهام
إذا كان لكل شيء في حياتنا أصل وبداية فالسيارة كورفيت ليست استثناءً، ويمكن القول إن بدايتها كانت من مشروعين منفصلين تابعين لجنرال موتورز، أولهما Q كورفيت والآخر ستينج راي.. أما Q كورفيت فهي سيارة كوبيه اختبارية كانت شيفروليه قد قدمتها عام 1957 وتميزت بحجم أصغر من الجيل الأول من كورفيت مع مقدمة طويلة ومؤخرة قصيرة ونظام تعليق خلفي مستقل، بينما ستينج راي سيارة اختبارية أخرى تنتمي إلى فئة السيارات الرياضية المكشوفة ذات البابين..
وفي الوقت الذي كانت هاتان الاختباريتان تعلنان عن وجودهما كان مصممو شيفروليه مفتونين بفكرة السيارات ذات المحرك المتوسط والخلفي، واجتمعت تلك العناصر لتخرج C2 إلى النور بمزيج منها بالإضافة إلى توفير مزيد من الراحة للركاب ومزيد من المساحة المخصصة للأمتعة، مع عناية أكبر بالهيكل الذي حصل على ألواح خارجية من الألياف الزجاجية، والتفاصيل التي تحسن من الديناميكا الهوائية للسيارة بما فيها اختبارها في نفق الرياح بما ساعد على تحسين شكلها النهائي.
التصميم
أخيرًا حانت لحظة كشف الستار عن كورفيت في بداية جيلها الثاني، وقد حصلت على تصميم رياضي جعلها كما لو كانت تسبق عصرها، ففي المقدمة بدا كما لو كان غطاء المحرك ينقسم إلى قسمين طوليين تستقر على حافة كل قسم فتحة تهوية، كما اختبأت المصابيح الأمامية الرباعية أسفل النهاية الحادة لحافة المقدمة، ولتيسير الدخول إلى والخروج من السيارة امتد قطع البابين إلى جزء من السقف لتصبح فتحتهما أوسع..
أما في المؤخرة فقد استعارت C2 الزجاج الخلفي المقسم إلى قسمين رأسيين من النموذج Q كورفيت، وقد اختفى ذلك الزجاج في الإصدارات اللاحقة لأنه أثار مخاوف تتعلق بالسلامة بسبب انخفاض الرؤية عبره، وانحدر السقف والزجاج الخلفي بحدة نحو المؤخرة مما أضاف إلى تصميم السيارة لمسة رياضية واضحة عززها الانتفاخان أعلى العجلتين الخلفيتين..
في الداخل جاءت المقصورة عملية بشكل أكبر من مثيلاتها في الطرازات السابقة من الجيل الأول من كورفيت، فقد أُضيف صندوق قفازات واسع ومجموعة من عدادات القياس المستديرة كبيرة الحجم مع كونسول وسطي يحتوي على ساعة وراديو، كما اتسعت المساحة المخصصة لتخزين الأمتعة وراء المقاعد، واتسمت المقصوة بشكل عام بالأناقة بمقاييس زمنها، بعجلة قيادة ثلاثية الأذرع وجلد مبطن يكسو المقاعد وبطانة البابين.
الأداء
امتازت كورفيت منذ بدء إنتاجها وحتى الآن بأدائها القوي المناسب لكونها سيارة رياضية، أما C2 فقد حصلت على ثلاثة إصدارات من المحركات أولها كان قادرًا على إنتاج 250 حصانًا، وثانيها كان قادرًا على إخراج 300 حصان، أما الأخير فبلغت قوته 340 حصانًا، وقد ازدادت قوة المحركات على مدار أعوام الجيل الثاني حتى بلغت 435 حصانًا في إصدار عام 1967، واتصلت المحركات الثلاثة بناقل حركة قياسي يدوي من ثلاث سرعات، مع توفر خيار أوتوماتيكي من سرعتين.
----------
تعتبر C2 محطة من محطات تألق كورفيت منذ ظهورها الأول وحتى الآن، لكن ما يميزها عن غيرها أنها كانت مزيجًا من سيارتين متميزتين مما منحها تصميمًا أنيقًا وشخصية مختلفة، وقد صنفتها مجلة Sports Car International الأمريكية الشهيرة كواحدة من أفضل السيارات الرياضية في الستينيات، لتكون السنوات القليلة التي استمر فيها الجيل الثاني علامة مميزة في مسيرة كورفيت الطويلة الحافلة.