كانت نجمة بمواصفات عصرها وما زالت نجمة بمواصفات عصرنا؛ فقد اشترك في صناعتها عملاقان من عمالقة عالمها ولم توجد منها إلا نماذج قليلة، وقد أطلت على شاشة السينما فتركت علامة لا تُنسى رغم مرور الزمن.. لا نتحدث عن إحدى نجمات هوليوود رغم تشابهها معهن، فهي لم تسر يومًا على سجادة حمراء كما لم يطلب توقيعها أحد، ورغم أنها لم تُمنح الأوسكار يومًا فإنها حصلت على جوائز أخرى تليق بعالمها.. إنها السيارة الرياضية 2000GT التي صنعتها تويوتا بالشراكة مع ياماها وقدماها للجمهور للمرة الأولى في معرض طوكيو الدولي للسيارات 1965، واستمر إنتاجها بين عامَي 1967 و19970، وكانت إثباتًا على أن اليابان يمكنها أن تصنع سيارة رياضية تنافس الأسماء المشهورة في عالم السيارات..
البداية
وُلدت 2000GT كفكرة سيارة رياضية ببابين وضع تصميمًا أوليًا لها المصمم الألماني الأمريكي ألبيرخت جورتز الذي كان قد بدأ العمل لدى ياماها في اليابان في بداية الستينيات، وقد بُني نموذج مبدأي بالفعل وقُدم إلى نيسان فرفضته، وهنا اقترحت ياماها الفكرة على تويوتا فقبلت لكنها استخدمت تصميمًا من مصممها الخاص ساتورو نوزاكي..
حصلت السيارة في نسختها المخصصة للإنتاج على هيكل من الألومنيوم وجسم منخفض كالمألوف في السيارات الرياضية، فقد كان ارتفاع أعلى نقطة فيها عن الأرض 116 سنتيمترًا، لكن الجمال كله تركز في تصميمها الذي جمع بين الأناقة والبساطة ولمسة من الجاذبية الساحرة، فخطوطها انسيابية كموجات ناعمة على صفحة مياه هادئة يحركها النسيم، ومقدمتها طويلة تنتهي بشكل مدبب لتستقر في واجهتها شبكة أمامية ضيقة ومصباحان دائريان يستقران داخل تجويف مغطى بطبقة من الزجاج، وكل ذلك محاط بتقليم فضي لامع، وعلى حين تتميز خطوط المقدمة بالنعومة ينسحب السقف بحدة نحو المؤخرة القصيرة التي تبدو مدمجة، لتخبرك النظرة الجانبية إلى السيارة أنها تكاد تتخذ شكل قطرة الدموع الذي يميز السيارات الرياضية حاليًا ويجعلها تنطلق في الهواء دون مقاومة كبيرة..
في الداخل كانت المقصورة مريحة ومطعمة بلمسات فاخرة مثل لوحة القيادة المصنوعة من قشرة خشب الورد، وامتدت تلك اللمسات إلى الكونسول الوسطي وعجلة القيادة ثلاثية الأذرع، أما المقاعد فقد اكتست بجلد مبطن وحصلت السيارة على راديو كتجهيز قياسي، أما في النسخ التي أُنتجت بدايةً من عام 1969 فقد زُودت بمكيف هواء وناقل حركة أوتوماتيكي.
الأداء والإنجازات
تحت غطاء محرك 2000GT استقر محرك سعة 2 لتر بست أسطوانات كان قادرًا على إنتاج 150 حصانًا واتصل بناقل حركة يدوي من خمس سرعات، وتوفر –كما ذكرنا- خيار أوتوماتيكي في النسخ التي أُنتجت بدايةً من 1969، وقد بلغت سرعة السيارة القصوى 217 كم/س..
وقد دفعت تويوتا بالسيارة في سباق الجائزة الكبرى الياباني عام 1966 لتحصل على المركز الثالث، كما فازت في سباق فوجي الـ1000 كم عام 1979، وسجلت أرقامًا قياسية في اختبارات التحمل، مما دفع بورشه لإعداد السيارة 911R خصيصًا لتتغلب عليها.
الإنتاج والقيمة
أُنتج من السيارة اليابانية الفاتنة 351 نسخة فقط، تلون معظمها بالأحمر أو الأبيض ووصلت نحو ستين سيارة منها إلى أمريكا الشمالية بينما توزعت البقية على أنحاء العالم، وقد بلغ سعرها وقتها ما قيمته 8000 دولار تقريبًا، والمفارقة الغريبة أن نسخةً منها قد عُرضت في مزاد بولاية كاليفورنيا الأمريكية منذ ثلاثة أعوام لتبلغ قيمتها مليونًا ونصف مليون دولار تقريبًا، وهي النسخة التي عُدلت عام 1979 خصيصًا لتكون مكشوفة وتشارك في فيلم جيمس بوند You Only Live Twice.
-----
صرح دانيال كريج، الممثل البريطاني الذي يؤدي دور جيمس بوند منذ عام 2006، أن السيارة 2000GT هي سيارة بوند المفضلة بالنسبة إليه من بين سيارات العميل السري المتعددة، ويبدو أن هناك كثيرين يشاركونه رأيه؛ فالسيارة الرياضية التي وافقت تويوتا على تنفيذها لتثبت أنها تستطيع صنع سيارة رياضية تنافس السيارات الأوروبية ما زالت قادرة على جلب الإعجاب.. تمامًا كنجمات السينما.
مقابل 235 ألف دولار.. بيع السيارة نيسان سكاي لاين R33 موديل 1995
