من نيسان إلى تويوتا
كان المصمم الألماني "Albrecht Goertz" يعمل مستشارًا لدى نيسان، حيث يقوم بعدد محدود من الزيارات لمصنعها لإبداء مشورته في بعض الطرازات، وفي بداية السيتينيات التحق Goertz بالعمل مع صانعة الدراجات النارية "ياماها"، وتعاونا معًا من أجل تطوير سيارة نيسان الرياضية "Fairlady"، فتم بناء النموذج التجريبي 2000GT، إلا أن الشركة رفضت المشروع وتخلت عنه..
هذا الرفض من جانب نيسان دفع ياماها لتتقرب من تويوتا، وعرضت حينها النموذج "2000GT" كأحد أعمالها، وبالفعل نشأ تعاون بينهما، إلا أن تويوتا كانت تسعى لتحسين صورتها بشكل عام، فاعتمدت على المصمم الخاص بها "Satoru Nozaki" لوضع تصميم مختلف للسيارة، لترى النور بالفعل من داخل بيت تويوتا، واعتبرها البعض أول سيارة سوبر تصنعها اليابان.
رياضية وأنيقة
تمتعت السيارة بتصميم رياضي وأطلت بمقدمة طويلة تنتهي عند واجهة ضيقة ومدببة بعض الشيء، احتوت في منتصفها على شبكة أمامية مستطيلة الشكل، وعلى جانبيها مصباحان يغطيهما غطاء من البلاستيك الشفاف Plexiglas –وهو تصميم مشابه لواجهة الطراز سبورت 800، ولكن مهلاً.. هذان المصباحان ليسا هما المصابيح الأمامية للسيارة، فعلى جانبي المقدمة فتحتان صغيرتان يغطيهما غطاء بلون جسم السيارة، ويستقر داخلهما مصباحان يبرزان من مكمنهما ليجودا بنورهما، ويعودان إليه عند انتهاء الحاجة إليهما..
وعلى بروز العجلتين الأماميتين استقرت مرايا الرؤية الجانبية، بدلاً من موضعها عند الأبواب، وإذا كنت ستتساءل عزيزي القارئ عن قدرتها في موضعها ذاك على توفير زوايا الرؤية المطلوبة لقائد السيارة، فيؤسفني أني لا أعلم الإجابة؛ فلم أحظَ يومًا بتجربة قيادتها..
زجاج السيارة الأمامي يبدو مائلاً بشكل محدود، بينما ينحدر خط السقف بشكل حاد بدءًا من أعلى نقطة للزجاج الأمامي، وصولاً للمؤخرة التي تمتعت بتصميم بسيط، فعلى جانبيها استقر زوج من المصابيح الخلفية مستديرة الشكل داخل إطار فضي اللون، وتبرز من الأسفل فتحتا العادم في المنتصف..
أما من الداخل فقد حرصت تويوتا على جعل المقصورة مريحة، سواء لقائد سيارتها أو الراكب بجواره، كما أضافت لمسات من الأناقة كان أبرزها اللون الخشبي الذي تألق في بعض الأنحاء مثل لوحة القيادة.
الأداء والإنتاج
حصلت 2000GT على محرك سداسي الأسطوانات سعته 2 لتر، وصلت قدرته الحصانية إلى 150 حصانًا، واتصل بناقل حركة يدوي ذي خمس سرعات، بينما بلغت سرعتها القصوى 215 كم/س..
أما بالنسبة لإنتاجها فقد تم بناء 351 نسخة، وبيعت في الولايات المتحدة بسعر يعادل 2500 دينار ذلك الوقت، وهو سعر أغلى من سيارات بورشه وجاكوار المعروضة حينها، ورغم ذلك لم تحقق أرباحًا.
السيارة الأغلى
رغم مرور عشرات السنوات على إطلاقها، إلا أن السيارة ما زالت تحتفظ بكونها باهظة الثمن، فقد بيعت إحدى نسخها عام 2013 في مزاد RM Auctions للسيارات الكلاسيكية بسعر بلغ 440 ألف دينار، لتسجل بذلك رقمًا قياسيًا باعتبارها أغلى سيارة آسيوية تم بيعها، وكانت هذه النسخة قد بيعت عام 2011 بسعر 250 ألف دينار.
---
عشاق هذا النوع من السيارات قد يدفعون مئات الآلاف؛ من أجل اقتناء تحفة مثل 2000GT الثمينة، إلا أن السؤال الذي يدور في ذهني هو عما قد تدفعه نيسان، للعودة بالزمن إلى تلك النقطة التي رفضت فيها مشروع السيارة J!