فى أواخر سبعينيات القرن الماضي، فوجئ المصريون بإعلان يأخذ شكل التحذير من الشركة المصرية العالمية للسيارات وكيل رينو الجديد فى مصر من سيارات داتشيا.
قد يبدو الأمر غريباً فى ذهن الناس اليوم ولكن كان له ما يبرره فى تلك الفترة. فالتحذير الذى نشر على شكل إعلان فى مدفوع الأجر فى صحيفتي الأخبار والأهرام كان يحذر التجار والمستهلكين على حد سواء من إساءة أستخدام إسم رينو من خلال الخلط بين السيارة رينو 12 الفرنسية وداتشيا 1300 الرومانية حيث تعمد وكيل داتشيا فى مصر هذا الخلط لزيادة مبيعاته.
المثير أن الإعلان قال أن تلك السيارة ليست سيارة رينو ولا تمت بصلة لرينو ولا تصنع بموجب ترخيص منها. وربما جانب هذا الكلام الصواب لسبب بسيط وهو أن السيارة داتشيا 1300 كانت قد حصلت على التصميمات الأساسية والمعدات اللازمة لإنتاج موديل رينو 12 من الشركة الفرنسية وبدأت بالفعل فى تصنيعها فى رومانيا بين عامي 1969 و1979. وحتى الموديل التالي الذى صنعته داتشيا وكان يسمى 1310 كان يعتمد على السيارة القديمة وأستمر منذ عام 1979 وحتى عام 2004.
اللافت أن داتشيا أعتمدت على محرك بسعة 1.3 لتر تماماً كما فعلت رينو، ولكن كان محرك رينو أقوى حيث بلغت قوته 60 حصاناً، في حين بلغت قوة محرك داتشيا 54 حصاناً.
سعى وكيل رينو إلى النأي بنفسه عن سيارة داتشيا التى جاءت متطابقة مع سيارة رينو من حيث الشكل الخارجي ولكن كانت المكونات مختلفة إلى حد بعيد وكذلك السعر حيث جاءت سيارة رينو أغلى بكثير من سيارة داتشيا. وكانت تلك النقطة حيلة يلعب بها التجار على المستهلكين بمنطق أنه ما دام هناك بديلاً رخصياً لسيارة رينو، فلماذا يتعين على المستهلك أن يدفع أكثر وهو أمر أضر بوكيل رينو كثيراً، ما دفعه إلى التحرك لتسويق السيارة بشكل فعال من خلال التعاون مع النقابات كنقابة الأطباء ومع بنك ناصر الإجتماعي لبيع السيارة كتاكسي.