تبدو قصة السيارات في مصر مثيرة للغاية كما أن انتشارها استغرق بعض الوقت. ولو عدنا إلى بدايات القصة لوجدنا أن أول سيارة دخلت مصر عام 1890 على يد الأمير عزيز حسن وهو حفيد الخديوي إسماعيل الذي استقدم سيارة دي ديون بوتون فرنسية تعمل بقوة البخار وبالطبع لم يكن الهدف من تلك السيارة هو استخدامها كوسيلة للانتقال بقدر ما كان وسيلة للترفيه والمغامرة. فوسيلة الإنتقال المعروفة حتى أواخر القرن التاسع عشر كانت المركبات التي تجرها الخيول واستمر الأمر كذلك حتى أوائل عشرينيات القرن الماضي.
ويحكى عن الأمير عزيز أنه قام برحلة أو لنقل "مغامرة" بسيارته البخارية من القاهرة للإسكندرية بصحبة إثنين من أصدقائه فى أواخر القرن التاسع عشر وخلال تلك الرحلة لم تتجاوز السرعة القصوى للسيارة أكثر من عشرين كيلومترا في الساعة وكانت في واقع الأمر سرعة كبيرة مقارنة بسرعة المركبات التي تجرها الخيول ولكن كانت الرحلة التي إستغرقت أكثر من عشر ساعات عذابا للأمير و كابوسا مخيفا للفلاحين ، ففي تلك الفترة لم يكن في مصر أي طرق صالحة لسير العربات. ولهذا إضطر الأمير للسير وسط الحقول فأتلف بسيارته الكثير من المزروعات وقتل عددا لا بأس به من الخراف والماعز وهو ما أثار حفيظة الفلاحين تجاه هذا الإختراع العجيب الذي رأوه لأول مرة فأثار فزعهم عندما رأوا أن المركبة التي يقودها الأمير لا تجرها الدواب فاعتقدوا أن الشياطين هي التي تدفعها.