مع بداية انتشار السيارات والنقل العام في مصر، صار اللجوء إلى وسائل النقل الميكانيكي مفضلاً من الناس كبديل عن عربات الأمنيبوس التي تجرها البغال أو الحناطير. فكانت البداية مع الترام الذي عرفه أهل الاسكندرية كوسيلة نقل سريعة داخل المدينة.
أما الأتوبيسات فظهرت في مرحلة لاحقة فكان أول من فكر في إيجاد الأتوبيسات بشكلها الحديث في الإسكندرية هو السنيور جانوتي وكان من الإيطاليين المقيمين في الإسكندرية حيث فكر في تسيير عربات أتوبيس لخدمة الركاب في الإسكندرية وبدأ مشروعه بعربتين إثنتين فقط عملتا على خط بدأ تسييره بين ميدان محمد على (ميدان المنشية حالياً) ومحطة سيدي جابر للقطارات في وسط المدينة تقريباً. وحدد جانوتي أجرة الدرجة الثانية في الأتوبيس بحوالي 15 مليماً وكانت أجرة الدرجة الأولى 25 مليماً.
لاقى المشروع نجاحاً فاق توقعات جانوتي نفسه ونتيجة لهذا الإقبال الكبير من أهالي الإسكندرية زادت عدد عربات جانوتي العاملة على الخط وكلما زاد الإقبال كان جانوتي يلجأ إلى زيادة العربات حتى عمت المدينة وتوسعت بالتسيير على عدة خطوط. وسرعان ما وصل عدد تلك العربات في منتصف العشرينيات إلى خمسين أتوبيس أضيفت إليها عشرين أتوبيساً أخري في العامين التاليين علاوة على عشرات العربات التي استخدمتها شركة جانوتي في نقل البضائع والمنقولات. ولا تزال إلى اليوم توجد منطقة بالإسكندرية تعرف بإسم "أرض جانوتي" وإن كان أغلب أهالي الإسكندرية لا يعرفون سبب تلك التسمية.