تصميم فريد
حملت DS مزيجًا من النكهتين الإيطالية والفرنسية، حيث صُممت على يد المصمم الإيطالي Flaminio Bertoni، ومهندس الطيران الفرنسي André Lefèbvre.. وبدت للوهلة الأولى وكأنها مستوحاة من سمكة القرش؛ حيث تنحدر مقدمتها الطويلة بشكل مائل للأمام، وعلى الجانبين برزت عينان مستديرتان في مستوى أعلى من غطاء المحرك الذي ينتهي عند الواجهة، التي احتوت على فتحة صغيرة للتهوية، وأسفلها مباشرةً مصد أمامي ضيق..
أما في المؤخرة فقد اختفى نصف العجلات الخلفية أسفل بدن السيارة، على عكس العجلات الأمامية التي ظهرت بالكامل، فيما بدت المؤخرة أصغر حجمًا مقارنةً بالمقدمة الطويلة، واحتوت على المصد الخلفي ومصابيح خلفية صغيرة..
ظهرت DS في إصدارات متنوعة، منها إصدار ستيشن واجن عام 1958، واستُخدم أيضًا كسيارات إسعاف بعد تعديله، كما استخدمته محطة BBC الإذاعية البريطانية بعد تثبيت كاميرا عليه، مستغلةً نظام التعليق الذي يحقق ثباتًا شديدًا، وبالتالي إمكانية التصوير أثناء القيادة..
وإلى جانب ذلك قام صانع السيارات الفرنسي Henri Chapron بتصنيع إصدارات أخرى، منها ذات سقف متحرك، كوبيه، وكذلك صالون، لكن بعد إجراء تعديلات خاصة عليها.
أما محرك السيارة رباعي الأسطوانات فقد تم تطويره واستبداله عدة مرات، منها عام 1965 عندما تم الاستغناء عن المحرك ذي سعة 1.91 لتر، واستخدام آخر ذي سعة 1.98 لتر، ثم الاستغناء عنه مرة أخرى ليصبح سعة 2.17 لتر، قادر على توليد 109 أحصنة.. وكان آخر تعديل عام 1973 حين تم الاعتماد على محرك 2.34 لتر والذي أمكنه توليد 141 حصانًا.
اعتزال
سارت حياة DS بشكل مثالي لم يعكر صفوها شيء حتى السبعينيات، حين بدأ الزمن في التدخل ووضع بصماته.. ومثل نجمات السينما بدأ بريقها يخبو تدريجيًا، وأصبحت خطوطها عتيقة الطراز بعد أن ظهرت اتجاهات جديدة في التصميم، فقررت الشركة إطلاق الطراز SM الذي لم يكن سوى نسخة معدلة من DS، حيث احتفظت بنفس طولها -إلا أنها جاءت أكثر عرضًا، كما تم استخدام نفس ناقل الحركة بعد تعديله، وكذلك عدد من مكونات السيارة الأخرى التي كانت إما نفس أجزاء DS القديمة، أو بعد تعديلها لتلائم السيارة الجديدة..
رغم المزايا الجديدة في الطراز SM ومنافسته ضمن فئة السيارات الفاخرة، إلا أنه لم ينجح في سحب البساط من تحت DS، ولم يحظَ بنفس شهرتها، فما كان من الصانعة الفرنسية إلا أن أطلقت طرازًا آخر أصغر حجمًا أطلقت عليه CX، وفي 1975 استطاعت أن تسحب أيقونتها DS من الأسواق بأمان، وأوقفت إنتاجها الذي بلغ ما يقرب من مليون ونصف نسخة على مدار 20 عامًا، بعد أن لجأت لإنتاج طرازين اثنين لملء الفراغ الذي ستتركه وراءها..
ورغم إيقاف إنتاجها حصلت عام 1999 على المركز الثالث في المنافسة على لقب "سيارة القرن"، كما احتفلت عام 2005 بمرور 50 عامًا على ميلادها، وذلك في موكب كبير ضم 1600 سيارة DS تمت قيادتها عند "قوس النصر" في فرنسا، وفي العام ذاته حصدت المركز الخامس في قائمة "أروع 100 سيارة" بمجلة Automobile Magazine، فضلاً عن اختيارها كأجمل سيارة من جانب مجلة Classic&Sports Car.
عودة واستقلال DS
إن سيارة مميزة مثل DS لا يمكن أن تختفي وتندثر سيرتها تمامًا للأبد، لذلك قررت ستروين عام 2010 إحياءها مرة أخرى وإعادة أمجادها، ولكن هذه المرة كعلامة تجارية مستقلة تضم ثلاثة طرازات، أولها DS3 وهو سوبر ميني مستوحى من ستروين C3 الجديدة، أما الطراز الثاني DS4 فكروس أوفر مستوحى من C4، وأخيرًا DS5 الذي تم إطلاقه في 2011 وتتمتع بحجم أكبر من الطرازين السابقين.