اقترنت بداية اختراع السيارات بظهور حوادث المرور، ومع تطور صناعة السيارات كانت تقنيات الأمان تسير في اتجاه مواز هي الأخرى، وظلت الشركات إلى يومنا هذا تتنافس على تطوير أنظمة تعمل على الحفاظ على حياة الراكبين والمارة على السواء.. ورغم ابتكار عشرات الأنظمة والتقنيات -بدءًا من أحزمة الأمان والوسائد الهوائية، وانتهاءً بأنظمة التحذير قبل الاصطدام والتفعيل التلقائي للفرامل- ظلت التصادمات وحوادث انقلاب السيارات تقع على الطرق، وربما كان هذا ما حث الطالبين التركيين عثمان دوندار قره، وكونتاي شاهقان يلدريم -اللذين يدرسان بكلية الهندسة في "جامعة العاصمة"- على التفكير في تقنية جديدة للحد من هذه الحوادث..
تعتمد فكرة تلك التقنية على وجود وسائد هوائية، لكنها هذه المرة ليست داخل مقصورة السيارة كما اعتدنا، وإنما يتم تركيبها لتحيط بالجسم الخارجي عند المقدمة والمؤخرة وعلى الجانبين تحت الأبواب مباشرةً، وتتصل بها دوائر إلكترونية يتم التحكم بها من خلال برنامج حاسوبي..
وحين تنطلق السيارة في طريقها ويتعرض قائدها للتشتت فيفقد السيطرة عليها، وتصبح معرضة للانقلاب والتدحرج، يبدأ عمل النظام الجديد بإجراء حسابات معينة يستشعر من خلالها انقلاب السيارة، فيتم فتح الوسائد الهوائية لمنع حدوثه، وحتى في حالة انقلابها بالفعل تعمل هذه الوسائد على امتصاص الصدمة وتقليل الخسائر إلى أكبر درجة ممكنة..
إن تطبيق مثل هذا النظام سيساهم بشكل كبير في تقليل حوادث انقلاب السيارات، خاصةً على الطرق السريعة، فبعض تقنيات السلامة الأخرى مثل "تحذير ما قبل الاصطدام" قد تكون غير فعالة إذا ما اصطدمت السيارة بسيارة أخرى مسرعة لا تتمتع بذات التقنية، أما هذه التقنية الجديدة حال تنفيذها ستحمي إحدى السيارتين على الأقل..
أما بالنسبة لمرحلة تطبيق النظام، فقد أوضحت عميد كلية الهندسة في الجامعة التركية أنهم صنعوا النموذج الأولي فقط، وتأمل أن يتم التعاون مع كبرى الشركات الصناعية لتنفيذ المشروع وتطبيقه في السيارات على أوسع نطاق..
ولا نعلم بعد موقف شركات السيارات من هذا الابتكار الجديد، لكننا نتوقع أنها في حال إثبات فعاليته ستسارع لتطبيقه في طرازاتها القادمة، وهو ما يستدعي تغيير هياكل الطرازات وكذلك الجسم الخارجي لها، لذلك لا يمكن تحديد الوقت الذي يستغرقه الانتشار، إلا أننا نأمل أن يتم ذلك في أسرع وقت.