إذا كنت تعمل في شركة –أيًا كان نشاطها- فأنت تعرف جو الفوضى الذي تشيعه المقاعد في كل مكان، فهنا موظف يغادر مقعده ناسيًا أن يعيده إلى موضعه المتداخل أسفل المكتب، أو غرفة اجتماعات بطاولات كبيرة ومقاعد تحيط بها، وبعد أن ينتهي الاجتماع يغادر كلٌّ إلى مكتبه، تاركًا الغرفة تموج على حال لا تسر تخلفها بعثرة المقاعد بعيدًا عن الطاولة.. هل من حل لتلك الفوضى المتكررة مع كل مغادرة لمقعد؟ في الحقيقة هناك حل، والغريب أنه يأتي من حيث لا نتوقع.. من صانعة السيارات اليابانية نيسان!
كشفت نيسان عن مقاعد ذاتية الاصطفاف ترتب المكاتب آليًا، فقط عليك أن تصفق بكفيك ليسمع المقعد الصوت ويتجه وحده تلقائيًا إلى موضعه فيسكن أسفل المكتب أو الطاولة، حتى يبدو الأمر وكأن شبحًا يدفعه في مسار محدد، لكن حيث يوجد العلم لا مجال للحديث عن الأشباح، فصانعته تكشف عن السر وراء حركته الانسيابية، والذي يكمن في قاعدته الدائرية المعدنية، فتحت غطائها تستقر مجموعة من تروس الحركة مع محرك صغير.. لكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه هنا هو –كما لا بد أنك تتساءل عزيزي القارئ: كيف يعرف المقعد مكان المكتب الذي ينبغي عليه أن يتجه نحوه؟
تتضح الإجابة من الغرفة نفسها التي يتم تثبيت كاميرات على جدرانها، وهي متصلة لاسلكيًا بالمقاعد ذاتية الحركة لتوجهها نحو المكاتب أو الطاولات.. هل تذكّرك عبارة "ذاتية الحركة" بشيء؟ إنها تستدعي إلى الذهن تجارب تطوير السيارات ذاتية القيادة التي انضمت إليها نيسان مؤخرًا، وعلى حين أعلنت صانعة السيارات التي تحتل المركز الثامن على مستوى العالم أنها لن تتحول إلى صانعة أثاث مكتبي، يبدو لنا أن اختراع تلك المقاعد ليس نوعًا من تزجية وقت الفراغ أو التسلية، بل هو إشارة ذكية وبسيطة إلى تجارب التطوير تلك، وهو ما اعترفت به نيسان نفسها في الفيديو الذي طرحته للإعلان عن مقاعدها، حيث تظهر في نهايته إحدى سياراتها ذاتية القيادة تدور وتركن نفسها دون تدخل من الجالس خلف عجلة قيادتها، في مقابلة لطيفة مع المقعد الذي يدور ويركن نفسه أسفل المكتب..
وفي النهاية يبقى الأمر المؤكد هنا أن المستهلكين هم الرابحون في كافة الأحوال، فإذا طُرحت تلك المقاعد سيحصلون على مكاتب منظمة دومًا، وإذا كانت بداية تطوير مستمر للسيارات ذاتية القيادة فنحن في الانتظار.. فقط سنضطر لدفع مقاعدنا إلى أماكنها الصحيحة بأنفسنا J.