مع ظهور السيارات الكهربائية الحديثة، وتطور التقنيات الخاصة بها وبمحركاتها الكهربية أو الهجينة، بدا أن هذا النوع من السيارات هو القادم للسيطرة على مستقبل السيارات في العالم؛ فهو يقوم على طاقة نظيفة وذات انبعاثات ضارة ضئيلة، كما إنه يتجه ليكون أقل في التكلفة، وحتى مشكلة عدم تمتعه بنفس السرعات العالية التي تتمتع بها السيارات التقليدية تغلبت عليها الشركات المصنعة بتخفيف الوزن وزيادة قوة المحركات، ولم يبقَ في الأمر من عقبات سوى واحدة، ألا وهي الشحن، أو تحديدًا زمن الشحن..
يتمثل الحلم في بطارية سريعة الشحن، وقادرة في الوقت نفسه على توليد طاقة لدفع السيارة لمسافة طويلة، لكن في الأيام الأخيرة بدا واضحًا بشكل مؤكد أن الحلم قد يصبح حقيقة قريبًا؛ حيث تقدم شركة تسلا تقنية جديدة في البطاريات التي تزود بها سياراتها، تختصر وقت الشحن إلى 30 دقيقة فقط لشحن بطارية قادرة على إنتاج طاقة لدفع السيارة مسافة 275 كم/س، دون الحاجة لإعادة شحنها مرة أخرى.
تقنية جديدة
ما تقدمه تسلا ليس هو نهاية المطاف؛ فلقد ابتكر العلماء تكنولوجيا جديدة، حيث استطاعوا عن طريق استخدام تقنية النانو تكنولوجي أن يقوموا بتصميم نظام للشحن، قادر في زمن قدره خمس دقائق لا أكثر على شحن بطارية توليد طاقة، لدفع السيارة مسافة 480 كم/س، وتقوم هذه التكنولوجيا على التخلي عن الموصلات السالبة في بطاريات الليثيوم أيون ذات المواد غير العضوية، واستخدام مواد أخرى ذات خصائص كهروكيميائية وأخرى ذات خواص بصرية شفافة، تسمح عن طريق انبعاثات ألوان جزيئات الضوء المشبعة بتسريع عملية تخزين الطاقة بشكل يفوق سرعتها الحالية مائة مرة، فيمكنك على سبيل المثال شحن هاتفك المحمول في 60 ثانية فقط!
----------
رغم التفاصيل العلمية الدقيقة التي يزخر بها الحديث عن التكنولوجيا الجديدة، فإن ما تحدثنا عنه في السطور السابقة عزيزي القارئ ليس من قبيل الأحلام، أو حتى المشاريع المستقبلية، بل هو واقعنا الجديد اليوم، وبالطبع سيكون مستقبلنا غدًا أكثر تطورًا، وهو الأمر الذي يؤكد أنه في مجال العلم والقفزات التكنولوجية لا توجد حدود أو نهايات.