إذا كنت من الذين يعتبرون قيادة السيارة عملية ممتعة فلا شك أنك تقضي لحظات محتمَلة خلف عجلة القيادة، وذلك إذا تغاضينا بالطبع عن اللحظات التي تعلق فيها في الزحام، أما إذا كانت القيادة بالنسبة إليك مجرد فعل يساهم في انتقالك من مكان إلى آخر فإن القيادة نفسها تُبقيك منشغلاً بأمرٍ ما، فماذا عن الركاب الذين لا يجدون ما يشغلهم؟ إن شركات السيارات تتفنن في ابتكار ما يرفه عنهم ويجعل وقت الرحلة بالنسبة إليهم وقتًا مسليًا، ومن أجلهم تقدم جنرال موتورز ابتكارها الجديد..
فقد تعاونت صانعة السيارات الأمريكية مع طلاب إحدى أكاديميات الفنون والتصميم لتقديم مشروع Windows Of Opportunity –والذي يُرمز له اختصارًا بالحروف WOO- لتحويل نوافذ السيارات إلى شاشات تفاعلية لإثراء تجربة ركاب السيارة –فيما عدا السائق بالطبع J- وذلك لتسليتهم والترفيه عنهم في أثناء الانتقال إلى وجهتهم..
والشاشات التفاعلية هي ببساطة شاشات تستجيب محتوياتها للمسات مستخدمها، أي أنها لا تكتفي بنقل محتوى جامد لا يتدخل فيه المستخدم إلا باختيار ما يُعرض عليها، وهي تُشاهَد بكثرة في أفلام هوليوود باعتبارها تقنية المستقبل المتقدمة، وموجودة بالفعل في الواقع وليست نوعًا من الخيال العلمي، لكن الجديد أن يتحول زجاج نوافذ السيارات إلى شاشات من هذا النوع، وقد استخدم الطلاب في المشروع تكنولوجيا الاستشعار البصري لتحويل الزجاج إلى سطح تفاعلي تظهر فيه الألعاب التي يرغبون في تسلية وقتهم بلعبها..
تطبيقات فعلية
يمكن للركاب استخدام WOO في واحد من أربعة تطبيقات، أولها هو Pond وهو تطبيق للوسائط المتعددة والتراسل الشبكي، بما يعني أنه يسعى إلى زيادة التفاعل ليس فقط داخل السيارة ولكن بين السيارات، حيث يسمح للمستخدمين بمشاركة الموسيقى والرسائل مع ركاب المركبات الأخرى عبر واجهة شبكية، كما يمكن نسخ أي نص على الجهة الخارجية من الزجاج ليقرأه أي من ركاب السيارات المنطلقة في الجوار حتى أولئك الذين ليس لديهم WOO..
أما التطبيق الثاني فهو Foofu، وهو مناسب للأطفال أو الذين ما زال الطفل بداخلهم مشاغبًا ويطل برأسه بين الحين والآخر؛ فهو عبارة عن تقنية للرسم على النافذة مما يوفر خلفية ملونة لحركات الأصابع..
ويحمل التطبيق الثالث اسم Spindow، وهو يناسب تمامًا محبي السفر الذين يرغبون في زيادرة مدن متعددة؛ حيث يمكن للراكب اختيار مدينة من على الكرة الأرضية الموجودة بالتطبيق، ومن ثم سيعرض مشاهد من المدينة المختارة على النافذة..
أما التطبيق الأخير فهو Otto رفيق السفر المتحرك، وهو شخصية كرتونية تقدم تجربة تعليمية من خلال الاستجابة إلى المناظر الطبيعية والطقس وأداء السيارة، فعلى سبيل المثال يتحرك بسرعة متزايدة عند زيادة سرعة السيارة ويطير عاليًا عند المرور أمام شجرة عالية، وهو مناسب لتسلية الأطفال.
------
ما زال WOO مشروعًا اختباريًا لم تقرر جنرال موتورز إن كانت ستنفذه على سياراتها بالفعل أم لا، لكن الجدير بالملاحظة أن كلاً من تويوتا وكاديلاك كانتا قد عرضتا تقنية شبيهة عام 2011، لكنها لم تُنفذ حتى الآن وهو ما يدفعنا للتساؤل عما إذا كان الغرض مجرد دعاية جذابة دون نية حقيقية للتنفيذ، فهل تقلدهما جنرال موتورز أم تنفذ ابتكارها؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.