كلنا نحتاج أحيانًا لمن يسمعنا ويشجعنا ويصبح كفًا نستند إليها عند اللزوم، وحين لا نجد قد نضطر للجوء لطبيب نفسي يتقاضى أموالاً مقابل الاستماع والمساعدة، أما حاجتنا لمن يفهمنا دون أن نتحدث أو نشرح أنفسنا؛ فقط من نظرة عين أو تقطيبة جبين أو حتى تغير في نبرة الصوت، فهي الحلم الذي يبدو في كثير من الأحيان عصيًا على التحقق.. هل تتفق معي في ذلك؟ الشيء الذي يمنحنا الأمل هو أن تكنولوجيا المستقبل لم تترك بابًا إلا طرقته، ولم تترك حلمًا إلا وسعت لتحقيقه، وتلك الاحتياجات الإنسانية هي ما تجعله تكنولوجيا الواجهة الروبوتية حقيقة، لتصبح سيارتك طبيبك النفسي وصديقك الأقرب إليك!
التكنولوجيا الجديدة تقدمها نيسان موتور، وتتكون من جهاز صغير مثبت على لوحة القيادة عبارة عن شاشة صغيرة ورأس روبوت لطيف الشكل، له عينان سوداوان تشعان بخطوط زرقاء تمنحهما مظهر عينين ذكيتين، وتعمل على تحديد الحالة المزاجية لك وأنت تقود السيارة، من خلال رصد تعبيرات وجهك، ارتفاع حاجبيك، اتساع عينيك ومظهر فمك وحتى نبرات صوتك وسرعة كلامك، وهي الملامح الأساسية التي تتغير حين نكون سعداء أو يصيبنا الحزن.. لكن ذلك ليس كل ما تفعله، وإنما الجزء الأول منه فقط، أما الجزء الآخر فتقوم فيه بالتفاعل بالحديث والإيماءات معك، وتشجيعك حين تستشعر من صوتك أنك لست في حالة إيجابية؛ وهي تفعل ذلك استنادًا إلى الأبحاث العلمية المتعددة التي أثبتت أن الحالة النفسية الجيدة لقائدي السيارات تحد من وقوع الحوادث..
لا تتوافر تفاصيل إضافية عن الواجهة الروبوتية، فلا نعرف مثلاً نوعية الكلام الذي ستخبرك به لترفع من حالتك المعنوية؛ هل ستخبرك أن فريقك المفضل لكرة القدم قد فاز؟ هل ستحصل على ذاكرة لتتمكن من تذكيرك بلحظة سعيدة مرت بك، أو تخبرك أن في حياتك أحبابًا ينتظرون عودتك بخير ويتمنون سعادتك؟ وبأية لغة ستفعل ذلك؟ الإنجليزية أم سيتحدث الروبوت بلسان عربي من أجل منطقتنا العربية؟ وبالطبع لم تعلن نيسان عن الوقت الذي ستصبح فيه التكنولوجيا الجديدة متاحة في سياراتها، لكن الأمل يظل قائمًا، وحصولنا على إجابات مجرد مسألة وقت.