حجم الخط:
ع
ع
ع
يبدو أن التحديات في قطاع صناعة السيارات لا تتوقف، وكما قد يكون في بعض هذه التحديات خسارة للقطاع سواء مصنعين أو وكلاء أو تجار، فإن هناك أيضًا تحديات يكون الرابح الأول منها هو العميل ، ثم الشركات المصنعة للسيارات والعلامة التجارية.
واليوم، وبعد الثورة التكنولوجية الكبيرة في شتى المجال، أصبح العميل الباحث عن سيارة، لا يبحث عن سيارة اعتمادية وواسعة وموثوق في علامتها التجارية فحسب، بل يبحث أيضًا عن ما تقدمه السيارة أيضًا من تطور تقني.. وهو ما تحول لاحقًا لتحدي كبير بين كافة العلاما التجارية في عالم المحركات، صغيرها وكبيرها.
وأصبح سباق التكنولوجيا والبرمجيات بشكل عام أكثر وضوحًا وانتشارًا من أي وقت مضى، لا سيما في قطاع مثل قطاع صناعة السيارات، التي ظلت حتى سنوات قليلة على مسافة آمنة من التكنولوجيا وتتطور بخطوات حكيمة ومدروسة.
ومع ذلك، أصبحت شاشات المعلومات والترفيه الكبيرة بمثابة اتجاه عالمي سائد، بل ويطلب العميل أحدث التقنيات التي تمكنه من التمتع بجميع أنواع الترفيه والتحكم من السيارة، حيث يضطر مصنعو السيارات للدخول في هذا التحدي وقبوله.
تسلا.. عنوان الريادة:
ولفهم السبب الذي جعل من مصنعي السيارات شركات تكنولوجيا ولو بشكل جزئي، من الضروري أن نتذكر الأهمية التي اكتسبتها "تسلا Tesla" في السوق.
الأهمية لشركة "تسلا" لا تكمن فقط في كونها قائد ثورة السيارات الكهربائية، ولا باعتبارها واحدة من أكثر الشركات ربحية في المشهد الحالي، ولكنها ترتكز بجزء كبير من هذا النجاح على مكانتها كمرجع تكنولوجي في هذا القطاع.
فقد كانت تسلا أول من استغل المفهوم التكنولوجي لتحديث سياراتها على أساس منتظم وبشكل دوري، لمنحها قيمة إضافية مع مرور الوقت، وهو الشيء الذي لا يقلل من استهلاك السيارة وتطورها فحسب، بل يمنح العميل أيضًا ما يريده.
أبل وأندرويد.. نحو مزيد من الاحتكار:
وهذا أيضًا ما يقدمه عمالقة التكنولوجيا، كلًا من "أبل Apple" و "أندرويد Android" مع تطبيقات CarPlay و Automotive التي تدمج المزيد والمزيد من الوظائف المتعلقة بالسيارة، حيث أعلنت شركة Apple أنه سيكون من الممكن قريبًا الدفع في محطات الوقود دون الخروج من السيارة ومن نظام المعلومات والترفيه نفسه.
ولنقل إنها حقيقة، حيث أن الأنظمة التي طورتها بعض شركات تصنيع السيارات في الوقت الحالي لم تلقى النجاح المطلوب لدى مستخدميها في كثير من الأحيان، مما جعل "تسلا" و"أبل" و"أندرويد" تحتكر المزيد الحصص في هذا السوق.
مرسيدس ونظام التشغيل MB OS:
تعرف مرسيدس جيدًا أن الشركات التقليدية المصنعة للسيارات تخسر المعركة التكنولوجية أمام كلًا من "تسلا" و"أبل" و"أندرويد" حيث لا تملك هذه الشركات الموارد اللازمة للتنافس مع الموارد غير المحدودة أو المعرفة العالية التي تمتلكها الشركات الأخرى.
وبهدف تقليص الفجوة وكونها في المقدمة، أطلقت "مرسيدس" مركز البرمجيات الكهربائية، وهو مصنع بقيمة 200 مليون يورو مخصص حصريًا لدمج وتطوير البرامج في سياراتها.
وبدأت مرسيدس بالفعل مشروعًا طموحًا لتطوير تكنولوجي وحيوي خاص بها في هذا المركز، يبدأ بإنشاء نظام التشغيل الخاص بها ، MB-OS ، والذي يضع مرسيدس في موقع تنافسي بلا شك مع "تسلا" وتمثل تهديدًا لكلٍ من "أبل Apple" و "أندرويد Android" المهيمنتان في هذا المجال.
تجارب لم تصمد كثيرًا:
حتى الآن، حاول مصنعون خلق تكنولوجيا خاصة بهم في سياراتهم، لكن بنتائج متواضعة.. ومن الأمثلة على ذلك إخفاق "جنرال موتورز" بعد أن أطلقت في عام 2017 نظامها الخاص للدفع من السيارة في محطات الوقود، والتي اضطرت لإغلاقه بعد فترة وجيزة.
في الوقت الحالي، يتم تحديد المنافسة من خلال من تطور برنامج تشغيل الشاشات الكبيرة، ومن سيتحكم في البيانات التي تتدفق من السيارة.