إذا كنت قائدًا ماهرًا ملتزمًا بقواعد القيادة، وتعرف كيف تسيطر على سيارتك لتصل سالمًا إلى وجهتك وأحبائك، فلا يمكنك أن تعتبر ذلك ضمانًا ماديًا كافيًا يحميك من أي طارئ؛ لأنك لا تضمن السيطرة على الطريق أو على المحيطين بك.. أليس كذلك؟ ربما لهذا السبب تحديدًا تضيف شركات تصنيع السيارات المزيد من أنظمة السلامة إلى طرازاتها، وتحرص على تطويرها بمرور الوقت، ولنفس السبب يفضل مشترو السيارات امتلاك وقيادة الطرازات التي تزخر بتلك الأنظمة؛ فمزيدٌ من الحيطة والأمان لا يضر.. ومن أنظمة السلامة الشائعة "نظام الكبح التلقائي في حالة الطوارئ Autonomous Emergency Braking" –يُرمز له اختصارًا بـAEB- الذي نتعرف عليه وعلى أهم الشركات التي تزود سياراتها به، وأيها يأتي به كتجهيز قياسي وأيها يتاح كاختيار..
-ما هو؟
تستجيب الفرامل للضغطات التي تتلقاها من قدم السائق، فتبطئ السرعة أو توقف السيارة تمامًا حسب رغبته، لكن الحوادث تقع أحيانًا بسبب تأخر استجابة السائق في الضغط على الفرامل؛ ربما لأن الخطر قد ظهر فجأة أمامه، وفي هذه الحالة تأتي وظيفة الكبح التلقائي، وهي تقنية تستشعر الاصطدام الوشيك مع سيارة أخرى أو شخص أو أية عقبات، وذلك عن طريق أجهزة استشعار تشمل الرادار، كاميرات الرصد، الأشعة تحت الحمراء، أو الموجات فوق الصوتية، كما يقوم جهاز الـGPS بالكشف عن مخاطر محددة ثابتة تتعلق بالموقع الذي تتواجد فيه السيارة، كعلامات التوقف على الطريق مثلاً..
ويقوم نظام الكبح التلقائي بوظيفته بطريقتين، الأولى أن يمنع الاصطدام عن طريق تطبيق الفرامل تلقائيًا عند استشعار قرب عائق ما دون تنبيه السائق أو سؤاله، أما الطريقة الثانية فهي الكشف عن إمكانية حدوث التصادم دون تطبيق الفرامل التلقائية، وإرسال تحذير صوتي لسائق السيارة قد يكون مرفقًا بتنبيه ضوئي أو اهتزاز في دواسة الفرامل، فإذا استجاب واستعمل الفرامل يكف النظام عن إطلاق التحذيرات، أما إذا قطع مسافة معينة -تسمى عتبة الأمان- دون أن يستجيب للتحذير، حينها فقط سيقوم النظام بتطبيق الفرامل تلقائيًا.
-أشهر الطرازات
رغم أهمية نظام الكبح التلقائي ودوره الذي تزداد أهميته، فإن بعض الشركات توفره كتجهيز اختياري يتم تزويد السيارة به بناءً على رغبة العميل، بينما تلجأ شركات أخرى لإضافته كتجهيز قياسي، وبين القياسي والاختياري تتنوع قائمة العلامات والطرازات التالية:
-مرسيدس-بنز
تزود مرسيدس سيارات الفئة C بالنظام كتجهيز قياسي تحت اسم "مساعد منع التصادم Collision Prevention Assist Plus".
-فولكس فاجن
تحرص المجموعة الألمانية على إضافة الكبح التلقائي إلى سيارتها الشهيرة جولف كتجهيز قياسي، لكنها تجعله تجهيزًا اختياريًا في طرازها بولو ضمن حزمة "ACC".
-نيسان
توفر الصانعة اليابانية الكبح التلقائي كتجهيز إضافي لسيارتها قشقاي.
-فورد
عدد من طرازات فورد –من بينها فييستا- يحصل على هذا النظام كخيار مقابل سعر إضافي، لكنه يُقدم تحت اسم "أكتيف سيتي ستوب Active City Stop".
-ميني
تأتي طرازات البريطانية العريقة التابعة لمجموعة BMW بتجهيز اختياري تطلق عليه ببساطة اسم "مساعد القيادة Driving Assistant".
-أوبل
على حين تتمتع السيارة أسترا بنظام الكبح التلقائي كتجهيز اختياري، يغيب عن السيارتين الأكثر شعبيةً "موكا" و"كورسا"، ولا يتوافر فيهما حتى كاختيار.
-------
يبدو غريبًا أن يغيب نظام بهذه الأهمية عن سيارات تنتمي لعلامات كبيرة، خاصةً أن الدراسات تشير إلى أنه إذا تمتعت كافة السيارات المنطلقة على الطرق به، فإن نسبة الحوادث ستقل إلى حوالي 27% بما يعني إنقاذ 8000 شخص تقريبًا سنويًا، فهل تستجيب شركات السيارات؟