حجم الخط:
ع
ع
ع
تخلق الشعبية الهائلة للمركبات الكبيرة (سواءً الـ SUV أو البيك أب) خاصةً تلك المخصصة لنقل الركاب، مخاطر إضافية على سلامة المشاة.. وذلك خلافًا للاعتقاد الشائع، بأن مستوى الرؤية الأعلى أثناء القيادة يوفر دائمًا رؤية أفضل للمحيط.
وتقول الأرقام الصادرة عن مبيعات السيارات حول العالم أن عدد سيارات الدفع الرباعي SUV وكروس أوفر وبيك أب، آخذ في الازدياد.. وفي حالة أوروبا على سبيل المثال، لا يوجد العديد من الطرازات الكبيرة، ولكن هناك حقيقية واضحة لا يمكن إغفالها، وهي أن التعايش مع هذه المركبات كبيرة الحجم أمر لا مفر منه.
إذا نظرنا إلى الحالة الخاصة بالولايات المتحدة، فسنعرف لماذا من الضروري أن تنتشر أنظمة السلامة النشطة البسيطة للغاية كالكاميرا الأمامية أو المحيطية، وأجهزة استشعار وقوف السيارات (حساسات الركن) وأنظمة الفرامل التلقائية.. وذلك لما يشكله انتشار هذا النوع من المركبات كبيرة الحجم في شوارع الولايات المتحدة، ما يكل خطرًا جسيمًا على المشاة.
غالبًا ما تتميز المركبات من نوع 4x4 أو SUV أو البيك أب أو الشاحنات بارتفاع أعلى للكابينة، وأحيانًا بأغطية محركات طويلة، وأعمدة بارزة يمكن أن تحد بشدة من الرؤية.. لدرجة أن أحد الاختبارات جعل مجموعة من الأطفال أمام المركبة مباشرةً لقياس مدى انعدام رؤية السائق أمامه، وكانت الحالة النموذجية في هذا الاختبار هي حالة كاديلاك إسكاليد:
ونشرت شبكة NBC News 4 فيديو يوضح مشكلة الرؤية لهذا النوع من المركبات من حيث رؤية المشاة أمام السيارة وخاصة الصغار منهم.
لا توجد حوادث حدثت نتيجة اصطدام طفل بمركبة إلا وكانت المركبة من النوع الكبير.. ومما لاشك فيه أن ارتفاع موضع القيادة ليس الإجراء الوحيد للحصول على رؤية أفضل والتحكم بشكل أفضل في السيارة.. بل على العكس كما أشرنا في المقدمة، عادة ما تكون هذه كذبة يكررها سائقي هذا النوع من المركبات مرارًا وتكرارًا، حتى يبدو أن الأمر صحيحًا.
في النهاية يتعلق الأمر بحماية الفئات الأكثر ضعفًا على الطريق، وقد حان الوقت لاتخاذ تدابير أفضل لتقليل المخاطر الواقعة على هذه الفئات، سواء عند السير في خط مستقيم أو عند الوقوف أو مغادرة المواقف، أو عند الانعطاف عند تقاطع.
وقد كشفت دراسة أجراها باحثون في معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة في الولايات المتحدة أن سائقي البيك أب أكثر عرضة بنسبة 89 ٪ لحوادث المشاة عند المنعطفات اليمنى، وسائقي سيارات الدفع الرباعي بنسبة 63 ٪ أكثر.
وفي المنعطفات اليسرى يرجح أن يصطدم سائق الشاحنة الكبيرة بمشاة لم يراها بنسبة 300٪ أكثر من سائق السيارة العادية.. وفي المرتبة الثانية تأتي الشاحنات الصغيرة بنسبة 200٪ ثم سائقي سيارات الدفع الرباعي SUV بنسبة 100٪. واتضح أنه في السيارات العادية (السيدان) تبدو النتائج أفضل، من كان يظن ذلك.
يجب أن نتذكر أيضًا أن هذه المركبات لديها عزم أكبر وتتطلب المزيد من الجهد لفراملها، واعتمادًا على تصميمها الأمامي، فإنها قد تتسبب في تدمير ما تصطدم به، على عكس سيارات الركاب العادية التي يمكنها أن تحمل المشاة فوق غطاء المحرك في حالات الاصطدام -لاقدر الله-.
أحد الحلول الممكنة لهذه المشكلة هو تضمين أنظمة الأمان المذكورة أعلاه.. حيث طلب السناتور "ريتشارد بلومنتال" عضو اللجنة التي تشرف على الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA) من الجهات الحكومية المختصة حل المشكلة، والتي اعتبرت الكاميرات الخلفية في المركبات كبيرة الحجم إلزامية.
تعتبر هذه المركبات الكبيرة أكثر خطورة على المشاة من السيارات العادية، وهذا أمر قابل للنقاش إذا ما كان هناك نظام اكتشاف المشاة في الوقت المناسب وتطبيق الفرامل قبل أن يدرك السائق شيئًا.. أما إذا لم يكن الأمر كذلك، فمن الواضح أنه لا مجال للنقاش لأن تلك المركبات ستكون أكثر خطورة.
بقي أن نشير إلى أن وفيات المشاة في الولايات المتحدة تتزايد منذ عام 2009 ، وفي عام 2020 وحده كان هناك حوالي 6500 حالة وفاة (+ 59٪ أكثر من عام 2009) و 54700 إصابة أخرى.
يرتبط انتشار هذا النوع من المركبات ارتباطًا وثيقًا بتلك الإحصاءات، وبالتالي فإن أي إجراء ينقذ الأرواح يجب اعتباره إلزاميًا بالنسبة للسيارات المصنعة حديثًا.