للتكنولوجيا –كما نعلم- وجهان، أحدهما الذي يسهل على الإنسان حياته ويمنحه مزيدًا من الرفاهية، والآخر هو الوجه الذي يهدد أمنه حين ينجح أحد قراصنة المعلومات –أو الهاكرز- في التسلل عبر إحدى ثغرات النظام التكنولوجي.. ولأن "أهل مكة أدرى بشعبها" فمن يمكنه تأمين نظام تكنولوجي أفضل من قراصنة محترفين؟ هذا ما توصلت إليه جنرال موتورز وبدأت في تنفيذه بالفعل..
فقد وظفت الصانعة الأمريكية شارلي ميلر وكريس فالاسيك وهما من قراصنة السيارات كمهندسين أمنيين، بهدف منع أشخاص مثلهما من المساس بسيارات جنرال موتورز، وقد شرحا في عرض تقديمي في مؤتمر الأمن الأمريكي في Black Hat أن إزالة ميزات السيارة القياسية مثل البلوتوث والراديو ستساعد في صنع مركبات ذاتية القيادة لا تسمح للقراصنة بالسيطرة بسهولة على عجلة قيادتها..
ولقرصنة السيارات حوادث تمكن فيها القراصنة من السيطرة على السيارة كليًا، منها ما حدث في عام 2011 حين استغل باحثون في جامعتَي واشنطن وكاليفورنيا ثغرة في برمجيات البلوتوث في سيارة شيفروليه إمبالا وتمكنوا من السيطرة على الراديو الخلوي OnStar وتشغيل سلسلة خاصة من النغمات، وما حدث في عام 2015 حين تمكن ميلر وفالاسيك من السيطرة على سيارة جيب شيروكي من خلال إعادة برمجة أنظمة التحكم في السيارة عبر الإنترنت..
وتهدف جنرال موتورز من توظيف الهاكرز المحترفين إلى حماية سياراتها من القرصنة، مما يمتد بالتالي إلى حماية أمن وسلامة عملائها، ومن أفضل من هاكرز لفعل ذلك؟ يبدو أن جنرال موتورز تطبق قاعدة: "لا يفل الحديد إلا الحديد".