مميزات
يتكون الطريق البلاستيكي من مواد معاد تدويرها 100%، وتتميز بخفة وزنها وقصر الوقت اللازم لبنائها، كما أن صيانتها تقريبًا مجانية وعمرها ثلاثة أضعاف الطرق التقليدية، حيث لا تتأثر بعوامل التآكل أو الطقس، وتعد بديلاً مثاليًا مستدامًا للطرق العادية.
أيضًا هي مكونة من هياكل يمكن تثبيتها على سطح الرمال، وتحوي تجويفات مناسبة لمد الأنابيب والكابلات دون تكسير الطريق، ويمكن تخزين المياه فيها بشكل مؤقت أثناء السيول والفيضانات، كما تعد مناسبة لتكون جزءًا من البنية التحتية للسيارات الكهربائية، حيث يمكن تركيب أجهزة الاستشعار والشحن في تجويفاتها، وإذا أصاب جزء منها تلف ما يتم استبداله بسرعة بفكه وتركيب آخر مكانه دون تكسير.
البلاستيك المستخدم
الحقيقة أن كافة أنواع البلاستيك تقريبًا تصلح لاستخدامها، بدايةً من الحقائب البلاستيكية والأكواب التي نتناول فيها المشروبات السريعة، مرورًا بمواد التعبئة والتغليف المستخدمة لتغليف البسكويت والشوكولاتة وما شابهها، وانتهاءً بزجاجات المشروبات الغازية وحتى ألعاب الأطفال وأدوات العناية بهم.. باختصار كل البلاستيك الذي يستغني عنه البشر مناسب، لتكون تلك الطرق البلاستيكية البديل الأكثر منطقية وفائدة للبيئة.
تطبيقات على أرض الواقع
تتبنى فكرة تلك الطرق الجديدة شركة البناء الهولندية VolkerWessels، وتقول إن الابتكار ما زال حتى الآن بالنسبة لها مجرد فكرة في مرحلة الاختبار، حيث يجب تعريضها في المختبر لكافة الظروف المناخية للتأكد من سلامتها التامة ومناسبتها للقيادة عليها وهي رطبة مثلاً، لكن مدينة روتردام أعلنت أنها لا تمانع في تجربة الطرق البلاستيكية لديها، وقال ممثل عن المكتب الهندسي للمدينة إن روتردام ترحب بالتجارب الجديدة ومختبر الشارع متوفر ومفتوح لتلك الاختبارات..
لكن بعيدًا عن هولندا في مدينة تشيناي الهندية هناك شارع يثير علامات الاستفهام والتعجب، هو شارع جامبولينجام الذي تمر عليه منذ عام 2002 شاحنات وسيارات وتعرض لفيضان كبير، ورغم ذلك لم تظهر عليه علامات القدم أو التآكل والحفر المعتادة في الطرق الأسفلتية، والحقيقة أن السبب في ذلك أن السكان المحليين قد صنعوا الطريق من النفايات البلاستيكية المعاد تدويرها، حيث يتم فرم البلاستيك بآلات خاصة ثم تسخين المزيج الناتج في درجة حرارة 165 مئوية وخلطه بالقار المستخدم في رصف الطرق التقليدية، والغريب أن ذلك يتم في الهند منذ نحو 15 عامًا في محاولة –ناجحة- للتصدي للنفايات البلاستيكية الآخذة في التزايد، واليوم هناك حوالي 33 ألف كم من الطرق البلاستيكية في الهند، معظمها في الطرق الريفية حيث يصنعها السكان بأنفسهم، وهناك القليل منها في مدن مثل تشيناي وبومباي، والملاحظ أن كلها مقاومة لعوامل الطقس والتلوث الناتج عنها أقل بكثير من الناتج عن الطرق التقليدية، لكن الطرق البلاستيكية في الهند تختلف بالطبع عن تلك التي تختبرها وتدرس تنفيذها الشركة الهولندية، فهي في الهند مجرد طبقة بلاستيكية من البوليمر المخلوط بالقار ينفذها الأفراد بإمكانيات بسيطة، لكنها في الابتكار الهولندي تمتاز بالمميزات التي ذكرناها في البداية كلها.
---------
إذا كنت مدافعًا عن البيئة فلا بد أن تلك الطرق البلاستيكية ستروق لك؛ باعتبارها الحل المثالي للتخلص من البلاستيك الذي نعجز عن التخلص منه، أما إن كنت مشجعًا للابتكارات الحديثة فالأرجح أنها أيًا ستروق لك باعتبارها واحدة من الاختراعات التي تُحدث طفرة في مسيرة البشرية، وفي كافة الأحوال ستجدها سفينة نوح التي ستحمي البشرية من طوفان البلاستيك الذي يكاد يغرقها.