يتطور عالم المحركات يومًا بعد يوم، ويبقى للدراجة الهوائية سحرها وبساطتها ومحبوها، الذين يفضلونها كوسيلة للتنقل أو التنزه أو الرياضة، وهي لا تخيب ظنهم في كافة الأحوال.. لكن التطور التكنولوجي الذي يفرض سيطرته على العالم بتفاصيله، لم يكن ليترك تلك المركبة البسيطة دون أن يمنحها شيئًا من لمساته، فرأينا الدراجات الكهربائية التي يدفعها محرك كهربائي يثبت عادةً قريبًا من العجلة الخلفية، ويعمل مع بطارية تستقر في منتصف جسم الدراجة التي يكون على قائدها فقط أن يوجه مقودها حسب الاتجاه..
وتلا ذلك ظهور نوع جديد هو الدراجة الكهربائية التي يستقر محركها مع بطارية ليثيوم أيون في عجلة تحل محل العجلة الأمامية، على حين يبقى جسم الدراجة وعجلتها الخلفية كما هما، ومن هذا النوع الحديث "عجلة كوبنهاجن Copenhagen Wheel"، التي وُلدت في مختبر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بدعم مالي من مدينة كوبنهاجن الدنماركية؛ بهدف تقليل عدد السيارات المستخدمة على الطرق يوميًا؛ لتخفيف الزحام المروري من ناحية والمساهمة في الحفاظ على البيئة من ناحية أخرى..
والحقيقة أن عجلة كوبنهاجن ليست دراجة كاملة، بل هي ذلك الجزء الذي يحتوي المحرك والبطارية الليثيوم أيون، بحيث يمكن تثبيتها لتصبح العجلة الأمامية لأية دراجة فتتحول إلى دراجة كهربائية، وهي لا تمنحها فقط القوة لتنطلق، بل تساعد قائدها على تقليل الجهد الذي يبذله ليدفعها من السكون للانطلاق بسرعة تصل إلى 25 كم/س، كما أنها قادرة على الاستفادة من الطاقة الحركية الناتجة عن الفرملة، والتي يتم إهدارها في كافة الدراجات الأخرى، لتتحول إلى قوة دافعة للدراجة..
ولا تعد عجلة كوبنهاجن الوحيدة من نوعها؛ فهناك العديد من الشركات التي توصلت لإنتاج عجلات يتم تثبيتها على الدراجة لتعمل بتقنيات مشابهة، من بينها شركة FlyKly التي عرضت عجلة أطلقت عليها اسم "Smart Wheel"، وشركة ZeHus بعجلتها BIKE+، لكن المؤسف أن كل هذه ما زالت نماذج لم تحقق الانتشار الكافي، ربما بسبب سعرها المرتفع، لكن –كما نعلم- فإن كافة الاختراعات الحديثة تقريبًا قد بدأت بتكلفة عالية، ومع مرور الوقت والتطوير انخفض سعرها نتيجة انخفاض تكلفة إنتاجها، فهل يكون هذا هو الحال مع العجلات الذكية التي تجيد تحويل الطاقة الحركية المهدرة إلى طاقة تقلل الجهد الذي يبذله قائدها؟ ما دام العلم يتطور وينثر لمساته على كافة المجالات، فلا شك أن ذلك سيحدث يومًا ما، لتكون تلك العجلات خطوات إضافية على طريق الراحة.