"الجمال في عين الرائي".. مقولة شهيرة يرددها كثيرون لكي يصفوا بها جمال الروح الذي ينعكس على الأشياء، فتراها العيون جميلة مهما كانت بسيطة أو متواضعة، ورغم ندرة تلك النوعية الرائعة من البشر، إلا أنهم يضيفون للحياة الكثير وربما يكون منهم أولئك الأشخاص المولعون بإعادة تدوير الأشياء من حولهم، والتي قد يراها الآخرون مهملات لا فائدة منها.. ولا يتعلق الأمر بإعادة تدوير الأغراض الصغيرة أو المنزلية، ولكن في بعض الأحيان يمتد إلى أغراض أكبر من ذلك، كسيارة مثلاً!
ففي تركيا، كانت إحدى نسخ البيتل –خنفساء فولكس فاجن الشهيرة- طراز 1968 قد تعرضت للإهمال لأسباب اقتصادية، وانتهى بها الأمر ملقاة في أحد مستودعات الخردة، ليأتي من يرى فيها جمالاً لم يره الآخرون، وببعض التعديلات واللمسات تحول مصيرها ومسارها إلى منحنى جديد تمامًا، لتصبح البيتل الصغيرة سيارة ليموزين أنيقة!
تم تغيير حجم السيارة بإضافة قطاع إضافي في المنتصف ما بين المقدمة والمؤخرة، بحيث امتد طولها ليصبح ما يقرب من خمسة أمتار ونصف، وبعد إعادة طلائها وإصلاحها أصبحت جاهزة ليس فقط للسير على الطرق، ولكن أيضًا لاصطحاب أي عروسين في رحلة مميزة يوم زفافهما، حيث امتلكتها شركة تركية متخصصة في تأجير سيارات الزفاف، ليكون ظهورها الأول بعد إعادة إحيائها عام 1997..
وامتدت اللمسات السحرية إلى الداخل كما في الخارج، فتألقت جدران المقصورة ومقاعدها في لون أبيض لؤلؤي، بينما اقتحم الأسود أركانًا أخرى مثل النوافذ على الجوانب وفي السقف، وكذلك البساط الوثير الذي كسا الأرضية، وتمت إضافة "تلفزيون" وبراد صغير لحفظ المشروبات مثلجة..
وتواصل الببيتل ليموزين رحلاتها مع كل عروسين، لتمنحهما رحلة مميزة في يوم مميز في حياتهما.. بالتأكيد لو كنا نرى كل شيء حولنا بهذه العين، لاختلفت الأمور كثيرًا.. ألا توافقني الرأي قارئي العزيز؟