حجم الخط:
ع
ع
ع
يبدو أن التحول إلى السيارات الكهربائية كوسيلة مواصلات رئيسية لن يكون هينًا في ظل التحديات العالمية، بينما يستمر سعر "كربونات الليثيوم" المكون الرئيسي للبطاريات المستخدمة في المركبات الكهربائية في الارتفاع، ووصل إلى مستوى قياسي جديد.
ومما لاشك فيه أن الارتفاع المتواصل في أسعار الليثيوم سيلعب دورًا محوريًا في زيادة تكلفة صناعة البطاريات، مما يعرض الانتقال إلى السيارات الكهربائية الذي تشهده أوروبا لخطر حقيقي.. كما يثير ارتفاع تكاليف صناعة البطاريات الكثير من المخاوف بشأن التضخم ويزيد من الضغط على سلاسل التوريد.
وعلى الرغم من أن المفوضية الأوروبية قد حددت طريقًا للانتقال إلى التنقل الكهربائي بالكامل بحلول عام 2035 إلا أن الطريق كما يبدو لن يكون مفروشًا بالورود، فقد سجلت "كربونات الليثيوم" ما يقدر بـ 500 ألف يوان أي ما يعادل 71,400 يورو للطن في الصين.. ما يعني أن سعره تضاعف ثلاث مرات مقارنة بعام 2021.. وذلك وفقًا للبيانات التي قدمتها شركة Asian Metal Inc ونشرتها شركة Blomberg.
ويأتي الارتفاع في أسعار الليثيوم بالتوازي مع صعود أسعار السيارات الكهربائية.. ولسوء الحظ، تأتي هذه الزيادات في وقت حساس للغاية بالنسبة لهذا القطاع.. حيث يتسارع دعم المستهلكين للمركبات ذات الطاقة الكهربائية وسط تحول عالمي بعيدًا عن الوقود الأحفوري.
وكانت جمعية سيارات الركاب الصينية (CPCA) قد رفعت مؤخرًا توقعاتها لمبيعات السيارات الكهربائية إلى 6 ملايين وحدة في عام 2022. وهي توقعات، إذا تحققت، ستسجل رقمًا قياسيًا جديدًا.
وكان أحد العوامل التي أثرت في زيادة تكاليف الليثيوم هو انقطاع التيار الكهربائي لمدة أسبوعين في أغسطس الماضي في مقاطعة سيتشوان، والتي تضم أكثر من خُمس إنتاج الصين من الليثيوم.. وهو ما أعاق إمداد الصناعة المحلية.
وقد ولدت بعض المخاوف في الصناعة الصينية بشأن احتمال أن يكون الشتاء القادم قاسياً بشكل خاص.. حيث سيزداد الطلب على الطاقة بغرض التدفئة بسبب درجات الحرارة المنخفضة، ما يعني خطر التعرض لأزمة طاقة جديدة، والتي تنتهي بالتأثير على إمدادات الليثيوم، كما حدث هذا الصيف.
ومن جانبها، طلبت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية من الشركات الكبرى العمل للمساعدة في استقرار الأسعار.. كما عُرفت نية السلطات الصينية في تسهيل استكشاف رواسب الليثيوم الجديدة. وبالمثل، سيتم إطلاق إجراءات جديدة لتعزيز إعادة تدوير البطاريات التي وصلت إلى نهاية عمرها الإنتاجي.
وقبل أيام قليلة فقط، توقعت "جمعية المواد الكيميائية والتعدين" في تشيلي، وهي ثاني أكبر منتج لليثيوم في العالم، "سوقًا ضيقًا للغاية" خلال السنوات القليلة المقبلة.
وبالمثل، شددت "جمعية المواد الكيميائية والتعدين" على أنه من المتوقع ارتفاع الأسعار في الربع الحالي من العام مقارنة بالأشهر السابقة، ومن المتوقع استقرار الأسعار فوق 71 ألف يورو للطن للفترة المتبقية من العام.
في مثل هذه البيئة المتقلبة، سارع مصنعو البطاريات وصناع السيارات لتأمين مصدر موثوق ومستقر من الليثيوم.. ويؤدي هذا إلى زيادة تصعيد الأسعار ويضيف ضغطًا إضافيًا على سلسلة التوريد.