يدور الخلاف منذ أيام حول اسم "شيروكي" الذي تحمله سيارة جيب الشهيرة، فالبعض لا يعلم أن هذا الاسم هو اسم أمة من السكان الأصليين لأمريكا، وقد طالب رئيس أمة شيروكي، تشاك هوسكين جونيور، شركة جيب أن ترفع اسم أمته من على سيارتها.
وتعود بداية الخلاف إلى صيف 2020 حين اتصلت شركة صناعة السيارات بالحكومة القبلية ذات السيادة لأمة شيروكي من أجل برنامج تعليمي لموظفي الشركة، لكن المحادثات استمرت بين الجانبين، وطُلب من جيب، التي أصبحت الآن جزءًا من Stellantis، التوقف عن استخدام اسم شيروكي في منتجاتها.
وفي فبراير من العام الجاري 2021 أعاد رئيس أمة شيروكي طلبه من شركة جيب برفع اسم أمته من نتجاتها، وأعلن في حوار صحفي أنه لم يمنح جيب مباركة الاستمرار في استخدام اسم شيروكي، وأضاف أن الشركة "رفضت بكل احترام اتخاذ هذا الإجراء، لكنهم أيضًا تركوا الباب مفتوحًا، كما أعتقد، لمزيد من المناقشات، وكذلك فعلنا نحن".
وأوضح هوسكين أن المشكلة تتعدى جيب، وموقفه هو أن الشركات جميعها يجب أن تتوقف عن استخدام أسماء وصور الأمريكيين الأصليين، وقال إنه بعيدًا عن قضية جيب، يجب أن يتم التوقف عن تصوير ثقافة السكان الأصليين في شكل تمائم أو هتافات في ملاعب كرة القدم، وأضاف: "آمل الابتعاد عن تلك الصور وتلك الاستخدامات".
وصرح هوسكين في وقت سابق من شهر فبراير الماضي حول هذه المسألة: "أنا متأكد من أن هذا يأتي من مكان حسن النية، لكنه لا يكرمنا من خلال لصق اسمنا على جانب السيارة"، "أفضل طريقة لتكريمنا هي التعرف على حكومتنا ذات السيادة، ودورنا في هذا البلد، وتاريخنا، وثقافتنا، ولغتنا، وإجراء حوار هادف مع القبائل المعترف بها فيدراليًا حول الملاءمة الثقافية".
يبدو طلب أمة شيروكي منطقيًا، فقد سئم السكان الأصليون لأمريكا من حصرهم في تمائم وشعارات وأسماء فرق رياضية، أو إظهارهم كأشخاص غامضين في الأفلام التي تنتجها هوليوود، وبعد أن صاروا أقلية بعد حملات الإبادة التي اتبعتها الولايات المتحدة بحقهم، صار من أبسط حقوقهم أن يتعرف العالم على ثقافتهم وتاريخهم. لكن يبدو –في المقابل- أن جيب لن تتخلى بسهولة عن الاسم الذي حملته سيارتها منذ بداية إنتاجها في عام 1974.