تعد إيران واحدة من أكبر دول الشرق الأوسط حيث يقطنها نحو 80 مليون شخص، وبالتالي فلديها طلب كبير على السيارات، وفي عام 2017 وحده أنتجت 1.5 مليون سيارة بزيادة 14% عن العام الذي سبقه، في الوقت الذي تعاني فيه العملة الإيرانية من الانخفاض مقابل الدولار الأمريكي، يبدو أن سوق السيارات ليس أحسن حالاً ويتأثر بشكل مباشر بذلك الانخفاض..
فقد أصبحت السيارات أكثر كلفة وأصبح شراء سيارة أمرًا صعبًا، كما ارتفعت أسعار قطع غيار السيارات، وهو ما يعني أنه حتى مالكي السيارات يجدون صعوبة في توفير قطع الغيار عند الضرورة، بينما يبتعد صانعو السيارات الغربيون عن البلد، والواضح أن صناعة السيارات الإيرانية تعاني من العقوبات الأمريكية والغربية التي استهدفتها بسبب برنامجها النووي الذي تؤكد أنه مخصص لأغراض سلمية..
وتسيطر على حوالي 90% من الحصة السوقية شركتان محليتان الأولى هي إيران خودرو التي تجمع مركبات بيجو، والثانية هي SAIPA التي تجمع سيارات سيتروين وكيا، بينما تبني الشركتان سيارات رينو أيضًا.. وكانت شركة بيجو سيتروين قد توصلت إلى اتفاق في عام 2016 لفتح مصنع لإنتاج 200 ألف سيارة سنويًا في إيران، ووقعت شركة رينو صفقة لبناء 150 ألف سيارة سنويًا في مصنع خارج طهران بينما أعلنت فولكس فاجن عن خطط لاستيراد السيارات إلى إيران، لكن تلك الشركات قد سحبت خططها..
ولا يعتبر تأثر صناعة السيارات الإيرانية سببًا في ارتفاع تكلفة السيارات فقط، بل إن ذلك سيزيد من معدلات البطالة في البلاد، وتكشف الأرقام انخفاضًا بنسبة 29% في إنتاج السيارات الإيرانية في شهر يونيو الماضي مقارنةً بالشهر نفسه من العام الماضي، وفي الوقت نفسه تفرض إيران ضرائب استيراد بأكثر من 100% على السيارات الأجنبية، لكن الأمل يتمثل في الشركات الصينية التي بدأت في الحلول محل الشركات الغربية التي انسحبت من البلاد.