يُطلق اسم "المحرك الدوار" على محرك فانكل الذي بدأ تصنيعه في ستينيات القرن العشرين، وتعاقبت عدة شركات على استخدامه حتى استقر لدى مازدا واستخدمته في العديد من طرازاتها المختلفة، لكنها أوقفت إنتاجه في عام 2012، ومنذ ذلك التاريخ وعملاؤها يطالبون بعودة المحرك إلى سياراتها، وقد وعدت في عام 2017 بعودته وقالت إن مهندسيها عاكفون على تطويره، وأخيرًا أعلنت الآن رسميًا أن المحرك الدوار سيعود في منتصف 2022.
فقد أدلى رئيس مازدا ببيان قال فيه –ضمن عدة أمور أخرى- إن المحرك الدوار سيصل إلى الأسواق في النصف الأول من عام 2022، لكن من غير المعروف حتى الآن أي طرازات ستحصل عليه. ويذكر عملاء مازدا أنها قامت في عام 2012 ببناء نموذج أولي من مازدا 2 يحتوي على محرك دوار ممتد النطاق.
وتتم عملية الاحتراق داخل المحرك الدوار بشكل عام في أربعة أشواط، مثلها مثل محركات المكابس المعتادة، فهو في النهاية عبارة عن محرك قائم على فكرة الاحتراق الداخلي، غير أن الأشواط التقليدية الأربعة (الإدخال Intake، والضغط Compression، والاحتراق Combustion، والعادم Exhaust) تتم في نسق مختلف تمامًا، كما أن مكونات المحرك مختلفة هي الأخرى عن نظيرتها في محركات المكابس؛ حيث يتكون المحرك الدوار من غرفة رئيسية (Housing)، وهي غرفة بيضاوية الشكل تحوي الجزء الدوار وتتم داخلها عملية الاحتراق.. أما الدوار (Rotor)، فهو قطعة معدنية ثلاثية الأبعاد على شكل مثلث متساوي الأضلاع ذات أوجه منحنية ومتساوية، بالإضافة إلى العمود اللامركزي (Output shaft)، وهو عمود مثبتة عليه أجزاء محدبة تسمى كامات (Cams)، وحين يدور حول محوره يعمل على تحريك الكامات فيعطي العزم المطلوب.
أما كيف يعمل هذا المحرك، فالإجابة بسيطة، فهو يعتمد بالضبط على ما تعتمد عليه المحركات الأخرى، وهو الضغط الناتج عن عملية احتراق مزيج من الوقود والهواء، والذي يحدث في المساحة بين الجدار الخارجي لأحد أوجه المثلث الدوار والجدار الداخلي للغرفة الرئيسية، تلك المساحة التي تسمى (Chamber)، فيقوم المثلث الدوار بدور المكبس ويدفع الطاقة الناتجة في حركة دائرية.