إذا كان اليابانيون يشتهرون بعزيمة قوية وإرادة تشق الحديد، فإن مازدا اليابانية دليل واقعي على ذلك؛ فهي الشركة التي تدمرت بالكامل بفعل القنبلة الذرية التي أُلقيت على مدينة هيروشيما منذ حوالي سبعين عامًا، لكنها رغم ذلك نهضت من تحت الرماد تلملم جراحها وتعوض ما دمرته يد الحرب، ومرت بأزمات مالية متعددة تجاوزتها جميعها بنجاح، ويبدو أنها قررت أن تسير على خطى أسماء شهيرة وتصنع دراجة كهربائية لكنها ليست كأية دراجة.. إنها X-Bike التي تصلح للمدن والأماكن الجبلية، وتناسب عشاق السرعة الذين يبحثون عن أداة تواكب إيقاع العصر السريع.
تصميم حيوي
إذا كانت مازدا قد ميزت سياراتها الحديثة بتصميمات تنتمي لأسلوب "لغة الكودو" التصميمي، الذي يعكس إيحاءً بالحركة السريعة والحيوية، والمُستلهم من اللحظة التي يستعد فيها الحيوان المفترس للانقضاض على هدفه، فيصبح جسمه في أبهى صورة من الحركة والتناسق، فقد استعملت نفس الأسلوب في X-Bike، ومنحتها خطوطًا رشيقة نراها في المقود المستقيم الذي ينتهي طرفاه بمقبضي توجيه سوداوين، ويمتد أفقيًا من أسفله بقليل جزء أبيض ينتهي طرفه بمقعد قائد الدراجة القابل لتعديل ارتفاعه، بينما يتكون هيكلها من الألومنيوم وألياف الكربون السوداء خفيفة الوزن فائقة القوة، التي منحت هاتين الصفتين للدراجة، وتضيف العجلتان اللتين تحتوي عل منهما على خمسة أذرع من ألياف الكربون لمسة أناقة لا تخطئها العين..
في منتصف المقود الذي يبدو بسيطًا استقرت شاشة عرض صغيرة تعمل باللمس، تعرض أهم البيانات المتعلقة بالدراجة مثل السرعة، حالة البطارية، المسافة المقطوعة واستهلاك الطاقة، كما تتصل بتقنية البلوتوث بالهاتف الذكي لقائد الدراجة من خلال تطبيق خاص يتيح له مزامنة البيانات، قفل الدراجة عن بُعد، والتحقق من حالتها، وذلك باستخدام هاتفه..
ولهواة السرعة زودت مازدا دراجتها ببطارية ليثيوم أيون تستقر داخل هيكلها، وتمنحها طاقة تجعلها قادرة على السير بسرعة 80 كم/س.
توفير المساحة
يسمح تصميم X-Bike العبقري بطيها في خطوات بسيطة، لتتحول إلى جسم خفيف الوزن صغير الحجم يسهل حمله، فقط عليك أن تجذب طرفي المقود إلى الخلف لينثنيا دون جهد، وأن تفك قفلين يقع أحدهما في الجزء الأمامي من إطار الدراجة والثاني في الجزء الخلفي، وبعدها يمكنك تخزينها ببساطة في صندوق سيارتك وتنطلق لتقودها في رحلة خلوية، أو تضعها في أحد الأركان بمنزلك لحين الحاجة إليها.. وفي الحالتين لن تزعجك باحتلالها لمساحة تخزين كبيرة.
- - - - - -
لم تعلن مازدا بعد عن نيتها إدخال X-Bike خطوط إنتاجها، وهو ما يعيد إلى الأذهان التساؤل الهام حول مصير نماذج اختبارية واعدة بالنجاح في عالم المحركات بشكل عام، تعلن عنها صانعتها ثم تقرر إبقاءها بعيدًا عن خطوط الإنتاج، فهل تلاقي تلك الدراجة النابضة بالحيوية نفس المصير؟