أثرت جائحة فيروس كورونا في العديد من القطاعات على مستوى العالم، وبالطبع كان التأثير سلبيًا، فظروف الإغلاق التي فرضتها الدول لمحاولة تلافي آثار الجائحة أدت إلى بقاء المستهلكين في المنازل، ما قلل الإقبال على الشراء في قطاعات متعددة من بينها قطاع السيارات، حتى إن شركات سيارات متعددة طلبت من حكوماتها تعزيزات مالية تعوض الخسائر التي لحقت بها.
وفي المملكة المتحدة تراجعت مبيعات السيارات الجديدة طوال عام 2020، في ما يعد أكبر انخفاض منذ عام 1943. وفي العام الماضي تم بيع ما مجموعه 1.63 مليون سيارة جديدة في جميع أنحاء البلاد، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 29.4%، وهو أقل عدد من المبيعات منذ عام 1992.
كان أهم سبب لانخفاض المبيعات عل هذا النحو هو الإغلاق الأول الذي تم فرضه في المملكة المتحدة في مارس 2020، مع إغلاق وكلاء السيارات في جميع أنحاء البلاد من مارس حتى يونيو. كما ساهم عدم اليقين حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتسريع حظر السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل حتى عام 2030 في عام مزعج بالنسبة إلى القطاع.
وتكشف الأرقام الصادرة عن جمعية مصنعي وتجار السيارات أن الطلب انخفض في جميع قطاعات السيارات، باستثناء السيارات الرياضية المتخصصة التي تمتعت بزيادة مبيعاتها بنسبة 7%، كما كانت السيارات الصغيرة الأكثر شعبية، حيث استحوذت على نسبة 31.2% من السوق.
ورغم ذلك يبدو مثيرًا للاهتمام أن السيارات الهجينة بيعت جيدًا طوال عام 2020، وتمثل أكثر من واحد من كل 10 سيارات تباع، ارتفاعًا من واحد من كل 30 في عام 2019. وقد نما الطلب على السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات بنسبة 185.9%، من 37850 إلى 108205 وحدة، في حين زادت تسجيلات السيارات الهجينة بنسبة 91.2 % لتصل إلى 66877 وحدة.
ومع ظهور لقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، ووضوح علاقة المملكة المتحدة بالاتحاد الأوروبي، قد يشهد العام الجديد 2021 تعافيًا في قطاع السيارات، خصوصًا أن الحكومة تعمل على تشجيع المستهلكين على التبديل من السيارات التي تعمل بمحرك الاحتراق الداخلي إلى السيارات الكهربائية والهجينة.