إذا كانت عوادم السيارات أحد أهم أسباب تلوث الهواء، فإن مدنًا كثيرة بدأت مقاومتها بالفعل بوسائل مختلفة، فالبعض يقاوم بتشجيع استخدام السيارات الكهربائية، والبعض الآخر يفعل ذلك بتشجيع الدراجات الهوائية التقليدية أو الكهربائية.. لكن فريقًا من المصممين والمهندسين في تايلاند قرر أن يقاوم التلوث بطريقة مبتكرة، تتلخص في دراجة كهربائية تمتص الهواء الملوث من محيطها ليمر عبرها ويخرج للوجود مرةً أخرى نقيًا! أما كيف يحدث ذلك، فالإجابة في السطور القليلة القادمة..
الدراجة تحاكي النباتات
تعتمد فكرة التنقية على فلتر خاص للهواء ومولدات أكسجين.. يقع الفلتر في الجزء الأمامي من الدراجة، وتحديدًا على القضيب الذي ينتهي في كل طرف بمقبض لتوجيهها، ويعمل على سحب الهواء الملوث بثاني أكسيد الكربون وجسيمات التراب وتخليصه منها، ليخرج من الجهة الأخرى نقيًا منعشًا..
أما إطار جسم الدراجة فيحاكي النباتات الطبيعية الخضراء التي خلقها الله، فكما تعلمنا جميعًا في المدارس يقوم النبات بدور هام في الحفاظ على الهواء من التلوث، عبر عملية التمثيل الضوئي التي تحدث في وجود أشعة الشمس، ويتم فيها امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو وإطلاق غاز الأكسجين النقي بدلاً منه، وهذا تقريبًا ما يفعله ذلك الإطار عبر نظام تمثيل ضوئي صناعي يحتوي على خزان للماء يساعد في إنتاج الأكسجين، ويستقر داخل جزء من الهيكل أعلى العجلة الخلفية، ويقع المحرك الكهربائي أعلى البدال الأيسر، بينما تحتل البطارية التي تعمل بخلايا الوقود مكانها داخل إطار الدراجة، وتضمن أن تستمر عملية تنقية الهواء حتى والدراجة متوقفة عن الحركة.
- - - - -
لم يتم إنتاج APB رغم فكرتها البسيطة الفعالة، لكننا نتمنى أن يحدث ذلك بأسرع ما يمكن؛ فمعدلات التلوث تتزايد يومًا بعد يوم والأرض تشكو لخالقها ما يدمره فيها البشر، وربما تصبح تلك الدراجة الصديقة للبيئة أحد المنقذين لهوائنا من الأتربة والانبعاثات الضارة بما فيها ذرات ثاني أكسيد الكربون الخانقة، التي لا تدمر البيئة فحسب بل تؤثر بالسلب على سلامة الكائنات.